بغداد – أحلام يوسف:
على غير العادة، فإن التحضيرات لشهر رمضان هذا العام كانت اقل نسبياً، فليس هناك تهافت على شراء المواد الغذائية، كما هو الحال في رمضان من كل عام، حيث يبدأ الناس بشراء المواد الأساسية لهذا الشهر، مثل العدس، والـ “نومي بصرة”، والرز وغيرها من المواد التي عادة يفضلها الصائم، خاصة مع الغياب المستمر لمفردات الحصة التموينية حيث كان العدس، والسكر، والزيت، وغيرها من المواد التي توزعها الدولة، عاملاً اقتصادياً مساعداً للمواطن العراقي. التقينا بعدد من أصحاب المحال التجارية لبيع المواد الغذائية، والمواطنين، لنسألهم عن تحضيراتهم لهذا الشهر، والسبب وراء الاقبال المتناقص على التهيئة لرمضان، مقارنة مع الأعوام السابقة، وعن موضوع ارتفاع الأسعار الملازم لهذا الشهر، الذي نبدأه بأمنية ان يكون كريما مع الناس.
علي الدراجي صاحب محل في مدينة الصدر لبيع البقوليات والتوابل يقول: اعداد الناس هذه السنة قليلاً جدا إذا ما قارناها مع اعدادهم في كل عام، فعادة يتوافد الناس لشراء العدس من اجل الشوربة التي لا تخلو منها مائدة رمضانية، وأيضا النومي بصرة، الشراب المفضل في هذا الشهر، لما يحتويه من فائدة صحية، إضافة الى كونه لذيذ الطعم، ولا اعرف سبب تناقص العدد هذا العام، قد تكون وفرة المواد، وكثرة الأسواق التي تبيع ما يحتاجونه. اما موضوع ارتفاع الأسعار فاعتقد انه بسبب الاقبال المبالغ به على الشراء، فان بعض التجار يبدأون باستغلال الوضع، ورفع أسعار المواد التي يبيعونها. كذلك غياب الكثير من المواد عن الحصة التموينية التي أتوقع ان الدولة قامت بإلغائها من دون ان نعرف، تسهم بارتفاع أسعار بعض المواد.
ام أزهر من سكان منطقة حي اور، تقول انها في كل رمضان تشتري مؤونة شهر كامل من البقوليات، والتوابل كي لا تضطر الى الذهاب للتسوق يوميا في الجو الحار والشمس الحارقة: عادة اشتري كل ما يلزمني قبل شهر رمضان في الأقل قبل عشرة أيام، وهذا العام اشتريت مواد قليلة لأني وجدت نفسي، اني مع شرائي لمواد كثيرة قبل رمضان، فاني لا استغني عن السوق لشراء الخضروات والفواكه، التي لا يمكن ان اخزنها مثل البقوليات، لذلك ففضلت ان يكون ذهابي للسوق أسبوعيا كما هو الحال في كل أيام السنة. فيما يخص الأسعار، فان الأسعار تبقى رهينة مزاج البائع، فقبل أيام ارتفع سعر الطماطة ارتفاعاً كبيراً، واليوم بدأ بالتراجع، وما نأمله ان يرحم التجار من في الأرض، كي يرحمنا من في السماء جميعا.
عبد الكريم البهادلي صاحب “كشك” لبيع الخضروات، والفواكه، والتمور، بجميع أنواعها يقول ان حفظ المواد قبل رمضان ليس منطقيا، لان ذلك هو ما يدفع الكثير من الباعة الى رفع الأسعار، فهم، والناس أيضا، يتعاملون مع الموضوع وكأنه ازمة مرتقبة، وليس شهرا فضيلا، يفترض ان يكون كريماً على عباده، لذلك فباعتقادي ان الناس هم العامل الأساس في ارتفاع الأسعار قبل التجار.
ايمان عبد الواحد تقول ان الحصة التموينية كانت مهمة جداً بالنسبة للمواطن في شهر رمضان: كان يوزع ضمن مفردات الحصة التموينية العدس، وطحين الصفر، والسكر، والكثير من المواد التي كانت تزيح الحمل عن كاهل المواطن، ولا ادري ما هو مصيرها اليوم، فقد بدأوا بتقليصها شيئاً فشيئاً، حتى بات المواطن العراقي يعتمد على ما يجنيه لكسب قوته، وشراء المواد الأساسية في المنزل، موضوع ارتفاع الأسعار وارد جدا، بسبب نقص المواد الغذائية الضرورية من الحصة التموينية، كنا نتأمل خيرا بالمسؤولين، لكن يبدو ان خيبات الأمل ضمن اساسيات قدرنا نحن العراقيين.
مثل كل سنة.
الصائمون في رمضان ما بين مطرقة التجار وسندان الحصة التموينية
التعليقات مغلقة