«شبكة الإعلام» الحل بالحل

اعادة النظر بهياكل وتشكيلات شبكة الاعلام العراقية، وحلها، واعادة بنائها، مؤسسةً اعلامية متخصصة ومتوازنة لـ «دولة» هو مقترح لا ينفرد به صاحب هذه السطور بل تابعناه واطلعنا على تعليقات ودراسات لأصحاب رأي وتبصر في مواقع مختلفة وبخاصة في مجالات الخدمة الاعلامية الاحترافية، وكلها تنظر بعين الخيبة الى ما وصلت اليه احوال الشبكة، وبعض الاراء نسب الى رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، ومرة افصح العبادي عن المرارة حيال هذا الاعلام بحضور جمهرة من الاعلاميين وكاتب هذه السطور منهم .
كما ان مقترح حل شبكة الاعلام واعادة هيكلة «اعلام الدولة» ليس آنياً يراد به ان ينحشر في تجاذبات وملاحظات وملاسنات،اندلعت في السابق وتندلع الآن بضراوة، وتجمع، من زوايا عديدة، على وجود تراجع ومأزق و»معارك» ضروس وتسقيطية (للاسف) بين أقطاب الشبكة، اقول، هذا المقترح ليس آنياً انما وضع من قبل كاتب السطور امام رئيس الوزراء منذ اكثر من عام يوم كان ما يزال عاملا في الشبكة، وفيه تسبيبات تتناول الاهدار المالي عابر التصور، وعطالة «بشرية» بالالوف، وفشل في المهام المحددة في الدستور والمدونات، وفي المنافسة مع الاعلام الاخر، مما لا يحتاج الى تدقيق واجتهاد ورد وبدل، لكن ما هو اخطر من كل ذلك يتمثل في ان اداء شبكة الاعلام العراقية تحول الى عامل تشويش على سياسة وهيبة و»مفهوم» الدولة، واختزل هذا الاداء الى شكليات واسترضاءات فئوية بدل ان يساعد على تعميق المشتركات ورصد مصادر الشكوى واضاءة نقاط الضوء في المشهد العام، وهذا ما لا يمكن للشبكة ان تنهض به، بتركيبتها وتحول مدرائها موظفيها الى معسكرات متناحرة يعرقل كل معسكر عمل المعسكر الآخر.
الى ذلك فانه آن الاوان الاعتراف بأن قيادة شبكة الاعلام العراقية من قبل مجلس أمناء وإدارة تنفيذية (مدير عام- رئيس) فشلت طوال اكثر من عقد، وفي جميع العهود، ليس فقط لأنها تشكلت على اساس نظام المحاصصة البغيض وفرض»طارئين» على حشوتها، بل وايضا في الكفالة الفئوية الحزبية الضيقة للمشيئة التي عهد لها ادارة الاعلام الممول من الدولة ما منع ويمنع ادخال «الاصلاح» في مفاصله المعتلة.. وللاصلاح حديث ذو شجون.
**************
بريخت:
« حقا أنني أعيش في زمن أسود.. الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها.. والذي ما زال يضحك.. لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.. أي زمن هذا» «
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة