بعد توقف.. مهرجان الواسطي يستعيد نشاطاته أواخر شهر آيار

بغداد – وداد إبراهيم:
من حقنا ان نتبارى، ونفتخر بما كان للفنان العراقي من شأن، وبالتحديد فنان من مدينة واسط، ومن حقنا ان نتمسك بالنوازع الغريزية لحفظ النوع، بما يشبه الحصانة، للحفاظ والاحتفاء دائما بالمؤسس الاول لمدرسة التصوير العربي، وهو يحيى بن محمود بن يحيى بن الحسن الواسطي، ونطلق على عدة مهرجانات اسم “الواسطي”
قال عنه النحات الراحل جواد سليم واصفا إياه، بـ “أعظم من ظهر من المصورين في العراق”. فكان اول مهرجان حمل هذا الاسم عام 1972، ويأتي المهرجان الثالث عام 1983، حتى تستعيد وزارة الثقافة هذا المهرجان عام 2010، في عهد وزيرها ماهر دلي الحديثي، بعرس فني كبير، حشد له شخصيات فنية عربية، متضمنا فعاليات عدة منها، معرض للبوسترات بأشراف الراحل نوري الراوي.
وقد حقق المهرجان نجاحاً اعلامياً وجماهيرياً من خلال اصدار صحيفة خاصة به، تحمل اسم المهرجان، وقد تحدث الناقد التشكيلي صلاح عباس عن اهمية هذا المهرجان من انها تكمن في كونها سابقة غير معهودة منذ عام 2003: فلم تشهد القاعات معرضا للملصقات المتنوعة، والتي تكرست لمناسبات عديدة تخص الفن، وكل الملصقات تمتلك مؤهلات الاعمال الانتقائية الناجحة، ذلك انها وقعت ضمن اختيارات فنان رائد وقدير انه الفنان نوري الراوي، ومن بين مئات الملصقات انتقى اربعين ملصقا.
الواسطي اسم له دلالات فنية عظيمة، وهو اول من عمل في فن التصوير العربي، هو احد ابناء مدينة واسط في العراق، هذا الرجل الذي عاصر ياقوت الحموي، والمؤرخ ابن الاثير، ويعد اكبر مترجم للصور عبر ذهنية متقدة بارعة، وعقل متفتح على الثقافات، والمعارف، والعلوم، وهو الذي اختط نسخة من مقامات الحريري وزينها بعشرات المنمات، مستعملا الحبر الأسود، ويخلطه ببقايا حرق ألياف الكافور، ويمزجها بزيت الخردل، وبعض الألوان الأخرى التي كان يقوم بتحضيرها بنفسه، ووقع الواسطي باسمه في آخر المخطوطة، وهذه طريقة الناسخين، فحفظ اسمه، ونال شهرة كبيرة، يذكر ان كتابه المأثور تحتفظ به المكتبة الوطنية في “باريس”، والنسخة الثانية في احدى مكتبات “بروسيا”.
اليوم تستعيد دائرة الفنون التشكيلية هذا المهرجان ليشهد شهر أيار/ مايس الحالي، مهرجان الواسطي بعد انقطاع طويل، لظروف مالية تتعلق بالميزانية، وبتخصيصات المعارض والمهرجانات. وسيفتتح المهرجان بتاريخ 24/5/2017 وذلك في الطابق الارضي من مبنى وزارة الثقافة.
وقــال حسين موحي مدير قسم المعارض في الدائرة: ان المهرجان يتضمن خمس فعاليات هي معارض الرسم والنحت والخزف والتراث الشعبي والخط والزخرفة الإسلامية مشيرا إن المهرجان تستمر فعالياته لمدة عشرة أيام. .
وأكــد إن الأعمال التي ستشارك ستخضع إلى اللجــنة الفنية المتخصصة بتقييم الاعمال وصلاحيتها للمشاركة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة