التشكيلية فاطمة العبيدي و التنوع والدلالة

عُرِفَ الفن التشكيليّ العراقيّ من جذور الحضارة السومرية ،في الرسم على الجدران ، والمغارات ،والأواني الفخارية، والمعابد ، والزقورات …كما بقية الفنون الأخرى كالموسيقى.. والنحت.. وعالم الأدب والملاحم كملحمة كلكامش والبحث عن الخلود ..وفي كل جيل نرى هناك مبدعات عراقيّات يُشار لهن بالبنان بالمنجز التشكيلي كما بالجوانب الإبداعية الأخرى ،وفي كتاب «صلاح عباس « فاطمة العبيدي التنوع والدلالة/مطبعة الزاوية –بغداد /2016/ب85 صفحة من الورق الصقيل الملون بلوحاتها وصورها ومشاركاتها وتكريمها بعدة مهرجانات عراقية-عربية –عالمية ..
المبدعة العراقيّة « فاطمة العبيدي» لها حضورها التشكيليّ المحليّ والإنسانيّ وبصمتها الفنيّة التي تتوشح بالخصوصية التقنية بالتجريب وجماليات التقنيات المستخدمة باللون، والحلم، وحمولات الذات كأنثى تعشق الحياة ، فمعظم اللوحات بالكتاب تحاكي الرؤية البصرية بدلالات ضوء القمر والشمس ونوافذ الآفاق ورؤية المرأة الحالمة بالحب وتحقيق كرامتها وذاتها ووجودها كمعظم ال39 لوحة في لوحات الكتاب ..كلوحة جزيرة العشاق ص49 وكلوحات دوامات الحب ص55 -59 وماقبلها . فعوالم الحلم تخلق يوتيوبيا الأمل الذي يُنشد للجمال والسمو بمناجاة الحب للطبيعة ووجودنا البشريّ رغم القلق الوجودي فالرسم لدى «العبيدي» يعبر عن أسئلة الذات والبحث عن السمو والرُقي الروحي المُحلق بفضاءات ومديات الرؤية وفسلفتها التي تُنشد الوئام مع المحيط وعناوين رسومها إشارات للمتلقي توحي بفحوى ومضمون الجمال الداخلي.
شارك بالكتاب عدة نقاد كتبوا عن هذه التجربة الإبداعية ): عادل كامل – صلاح عباس- حسن عبد الحميد- جواد الزيدي- قاسم العزاوي- جاسم عاصي ).
يذكر «المؤلف» ص 7( يأتي هذا الكتاب كإضافة للمكتبة الفنية في العراق والعالم العربي, لما يتسم به من مؤهلات الوعي بالفنون لاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار اهمية الفنون النسوية في العراق، والفنانة فاطمة العبيدي شقت طريق وصولها من خلال مشاركتها النوعية في المعارض الوطنية التي تقام في داخل العراق وخارجه ونيلها الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية لا لشيء الا لأنها فنانة حريصة ومثابرة وتعمل بدأب وجدية من أجل بلوغ غايتها وتأكيد رؤيتها وموقفها الفلسفي من الأحداث والمتغيرات الاجتماعية والثقافية والتاريخية في العراق والعالم ) كتب الناقد عادل كامل ص11: ( فالرسامة فاطمة العبيدي ،تسمح للبديهة أن تمتلك قانونها ،مثلما لاتقّيد القانون بضرورات الوظيفة-البديهة- فالرسم، عندما يعمل عمل الموسيقى، يؤدي دور الارتقاء ،أو الانتقال بالخامات من وجودها المحض ،الملقى ،نحو عالمها الافتراضي ،ألحلمي ،الأكثر تسامياً ،والأقل تقيداً بعالم الضرورات ،الأرض ،وقسوتها.) وكتب المؤلف صلاح عباس في ص35: ( لقد زاوجت الفنانة بين مفهومي العقلي والحسي ووظفتهما على نحو متقن ) فيما أكد الناقد والأديب «جاسم عاصي « (… اكتسبت لوّحاتها سمة ميّزتها. وهذا التميّز شمل معظم مكوّنات اللوّحة. فتاريخية لوّحتها نابع من تاريخية أساليبها واستخداماتها وتوّظيفاتها للأشكال والرموز الصاعدة بالمعاني بأكثر كثافة فنية). مع آراء أخرى للنقاد أثنوا على تلك التجربة الإبداعية ،ويستعرض الكتاب المصوّر بفصله الأخير ل44 مشاركة بمهرجانات مختلفة و66 من التكريمات المحليّة و العالميّة ..مع صوّر لبعض المعارض خارج الوطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة