بغداد – احلام يوسف:
اقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة احتفائية بالأديب والمترجم خضير عباس اللامي، لإلقاء محاضرة عن رواية لطفية الدليمي “سيدات زحل” بحضور نخبة من الادباء والمثقفين، والنقاد.
ادار الجلسة القاص عبد الستار البيضاني الذي ابتدأها بقراءة موجزة لسيرة المحتفى به: مولود في ميسان عام 1942، تخرج من كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، عمل في وزارة الثقافة في دائرة الشؤون الثقافية، واذكر انه عندما كان مديراً للتأليف والنشر، ربما كان هو الوحيد الذي يحرص على لقاء الكتاب ويشجعهم على الكتابة والتأليف كي يقوم بطباعة نتاجاتهم فيما بعد.
تقدم اللامي ليلقي محاضرته عن رواية “سيدات زحل” للروائية لطفية الدليمي، بوصفها عملا ابداعياً: هذه الرواية تحيلنا الى سيرة التاريخ والرواية، وكيفية التعامل مع الرواة السادرين معها، قدمت لنا لطفية الدليمي حكايات، وتركت لنا طريقة التعامل مع هذه الحكايات، ارادت بنا السير بنظريات النقد المفتوح”.
ثم عرج اللامي على ما ذكرته الروائية الدليمي التي قالت عن الرواية: حكاياتي نوع من الخلاصة عن التاريخ، واهل الخلافة، والبرابرة، واهل الظرافة، صدّقها، او ابحث عنها، او انسها، نحن نروي الحكايات كي نستطيع تحمل الزمان”. وتابع حديثه قائلا: بداية ارى في هذا العمل ما ينبغي على المرء التأمل فيه، وسيلة لتطهير الروح، لان بحارها هي من العمق والتيه بحيث من الصعوبة بمكان المغامرة فيها، الا من تمرس على الابحار في قاعها، برغم ما يغري فيها من سرد حزن، وحلم لذيذ، دخلت تلك العوامل وتمنيت على نفسي الا انتهي منها، والبقاء محلقا في متعة القراءة”.
يجد اللامي ان لطفية الدليمي في رواية “سيدة زحل”، قد سطرت ملحمة تراجيدية، لتاريخ شعب، قاده حكام، وملوك الى محارق النار، وميادين السجون، والفقر المدقع: وسأشير في تناولي هذا الى الجانب الملحمي، والتراجيدي، واركز على ثيمته حاضرا، وتاريخا، لتنسجم مع ما قامت به الساردة من تفكيك للتاريخ ،بكل مفاصله، الحاضرة، والغابرة، هذه الرواية يتسع سردها الى اعماق ازمنة، وعهود غابرة، عاشها العراق، ثيمتها تاريخا طويلا، لشعب واجه التعسف، والابادة، والتنكيل، ناهيك عن الحروب التي قادها حكام طغاة، احكموا قبضتهم عليه بالنار والحديد، واستطاعت الدليمي الإمساك بخيوط اللعبة وبجدارة، وتحريكها بالمكان والزمان، حاضران، وغائبان، وربما ارادت ان تجعل من الزمكان، ابطالا لهذه الرواية، كبطولة الشخصيات، وبطولة السرد، ومثل هذا يحتاج الى مقدرة استثنائية في العملية السردية، وقد نجحت لطفية الدليمي في هذا تماما.
كانت هناك عدة مداخلات من قبل القاصين والنقاد، منهم الدكتور خليل ابراهيم، والقاص عبد الامير المجر. والناقد فاضل ثامر الذي تحدث عن العلاقة الادبية التي تربطه بالمحتفى به: اتصلت بي السفارة الالمانية في احدى السنوات، وطلبوا مني ان أرشح أحد العاملين في مجال النشر، لتمثيل العراق بنحو شخصي، لمهرجان فرانكفورت للكتاب، فطرحت له اسم خضير اللامي وتمت الموافقة، “ضاحكا” لكنه خرج ولم يعد، انما ظل متواصلا مع المشهد العراقي بكل تفاصيله، على الرغم من انقطاعه عن المشهد النقدي الثقافي.
في الختام قدم الناقد فاضل ثامر شهادة تقديرية لكل من الضيف الناقد والمترجم خضير اللامي وشهادة تقديرية الى مقدم الجلسة القاص عبد الستار البيضاني.
جلسة احتفائية لخضير عباس اللامي يتحدث بها عن “سيدات زحل”
التعليقات مغلقة