الفلسفة وأسئلة العقل العراقي في مؤتمر منبر العقل

بغداد – احلام يوسف:
اقام منبر العقل التابع للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مؤتمره الاول بعنوان “الفلسفة واسئلة العقل العراقي” في خطوة مهمة لدخول مناطق جديدة في البحث والتقصي، من خلال خمسة باحثين واساتذة جامعات منهم الدكتور عبد الجبار الرفاعي، والدكتور صلاح الجابري، والدكتور زيد عباس الكبيسي، والدكتور فوزي حامد الهيتي، والاستاذ المساعد محمد عطوان.
الاستاذ الناقد علي الفواز القى كلمة منبر العقل وتحدث في بداية المؤتمر عن حاجتنا الى عقلنة الاشياء التي هيمنت عليها الشعوبيات، والخرافة والجهل، وعن ضرورة اعادة شرح وفهم المصطلحات والمفاهيم التي استعملت في المشغل النقدي والبحثي، وقال: حديثنا عن العقل العراقي الذي ورث الكثير من الخوف، والذي كثيرا ما يتهم بانه عقل انشائي، وادبي، ونعلم ان هذه الادبية لم تستطع ان تجيب على الكثير من الاسئلة التي تطرحها التحديات الثقافية اليوم، نحاول نحن في العراق الذي يعاني من المركزيات وهيمنة الشعوبيات، والكثير من المتاهات التي ورطنا بها الآخرون من العسكر، والايدلوجيين، وصناع الاوهام، نحاول ان نوظف العقل كي يرى الاشياء بشكلها العميق، فنحن امام تحديات كبرى سياسية، وثقافية، وعلمية، وامنية، هذه التحديات تتطلب منا كمثقفين ومعنيين بصناعة المشروع الثقافي، ان نجيب عليها، لان مشروع الدولة المدنية، والفهم المدني للخطاب الديني، واصلاح الخطاب الديني، لا يقوم الا على اسس منهجية وعلمية واضحة وعقلانية.
الناقد فاضل ثامر، الذي ادار الجلسة قال في بداية كلمته: الفلسفة هي ام العلوم الاجتماعية، وكانت هي الدائرة الكبرى التي تفرعت عنها بقية العلوم، والحرية شرط اساسي لازدهار الخطاب الفلسفي، لأنه خطاب مشاكس ومتشكك، ويحتاج الى جو من التسامح، وتقبل وجهات النظر المختلفة. عملية التغيير والتفسير عمليتان مطلوبتان في الخطاب الفلسفي. لذا فيجب ان ينزل الفيلسوف الى الشارع، كي يكون الخطاب الفلسفي جزءا من مهمة التحول الديمقراطي والاجتماعي.
عبد الجبار الرفاعي هو اول من تحدث عن ورقته البحثية التي قال خلالها: نحتاج الى ايقاظ العقل في مجتمعنا كي نبدأ بالخطوة الاولى في النهضة، وعلى كل مؤسسات التربية والتعليم، والثقافة، والمؤسسات الحكومية، والأهلية، ان تبدأ من نقطة الصفر لتبدأ رحلة الانبعاث، فالبناء يبدأ من ايقاظ العقل الذي غرق في الافكار الخرافية، من سباته، واكد على ضرورة ان نبدأ من العلوم الانسانية التي تعاني من الموقف العدائي على مر الزمن، تلك العلوم التي على اساسها يمكن ان ننهض بالعقل الفلسفي، كي نصل الى نتيجة ايجابية في عملية ايقاظ العقل.
صلاح الجابري قدم ورقته البحثية، والتي كانت تحت عنوان “الفلسفة والوعي الاجتماعي في العراق، ومقدمات اعادة تفعيل المشروع الحضاري”، قال فيها: دراسة علم الفلسفة مهم، لكن الاهم هو كيف تستطيع ان تكون عنصرا فاعلا، ومغيرا داخل المجتمع. في مجتمعنا العراقي الذي يزخر بمجموعة من التناقضات الخطيرة، والتي تتشابه مع ما مرت به اوروبا قبل عصر التنوير، فقد ظهرت اتجاهات متطرفة، ومختلفة، ومتضاربة، وكان ان حكم ملك من الكاثوليك فسيضطهد طائفة البروتستانت، وبالعكس، ومن انتشلهم بعد ذلك هو بروز العقل الفلسفي، واكتشف مؤسسو الثورة الفرنسية بان الملوك كانوا يحظرون تدريس الفلسفة في المعاهد، لأنهم يعرفون ان الفلسفة تبصر الناس بحقوقهم، وبالسبل الكفيلة بحصولهم على تلك الحقوق، فكانت تلك بداية عصر التنوير الذي وقف خلفه عقل فلسفي بامتياز.
زيد عباس استاذ الفلسفة الاوروبية الحديثة في قسم الفلسفة في جامعة الكوفة، ركز على موضوع نقد الأيدلوجية وقال: ان المشكلة الأساسية التي يعانيها واقعنا العراقي المعاصر، هي مظاهر الطائفية والعنصرية، والعنصرية الحزبية كان لها دور اساسي في اشتداد النزاع التمزق الذي يعانيه واقعنا، وهي مظاهر لأيدولوجيات دينية، وقومية، وسياسية.
اختتم المؤتمر بتوزيع عدد من الشهادات التقديرية للأساتذة والباحثين الذين شاركوا بالمؤتمر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة