القمة العربية تبدأ اعمالها في الأردن بحضور واسع للقادة
متابعة – الصباح الجديد:
أكَّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية أنَّ التحديات التي تواجه العرب هي تحديات مصيرية للدول والشعوب.
وأضاف العاهل الأردني، في كلمته، أنَّ هناك العديد من التحديَّات التي تواجه الشعوب العربية منها خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربـي ومستقبلهم. وواجبنا أن نعمل معًا على تحصينهم دينيًا وفكريًا. فالإرهاب يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين.
ودعا إلى ضرورة تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي، إضافة إلى استمرار إسرائيل في توسيع الاستيطان، وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام، فلا سلام ولا استقرار في المنطقة بدون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين.
واعتبر الملك عبدالله الثاني أن الأردن هو الأقرب لفلسطين. فدماء شهدائنا ما زالت ندية على ثرى فلسطين، ونحن على تماس يومي ومباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني، وأهلنا في القدس بشكل خاص. كما أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية، مؤكدًا مواصلة الدور في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم، الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية. فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثياً على مستقبل المنطقة واستقرارها.
وأبرز العاهل الأردني أنه مع دخول الأزمة السورية عامها السابع، نأمل أن تقود المباحثات الأخيرة في جنيف وأستانا إلى انفراج يطلق عملية سياسية، تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وعودة اللاجئين؛ فالأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ من أشقائنا السوريين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعل المملكة أكبر مستضيف للاجئين في العالم، ونحن نتحمل كل هذه الأعباء نيابة عن أمتنا والعالم أجمع.
وأكَّد على دعم الأردن لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، تمهيدًا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد. مشددًا على دعم كافة الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، وتحقيق مستقبل واعد لشعبـيهما الشقيقين. وفي هذا السياق، لا بد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلـول تاريخيـة لتحديـات متجذرة، مما يجنبنا التدخلات الخارجية في شؤوننا.
*كلمة الامين العام للجامعة العربية
وذكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أنَّه استشعر ارتياحًا كبيرًا ودفعة معنوية هائلة من خلال حديثه مع جميع القادة العرب، وأن الخطُ العام هو دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية في تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها، وتجسيد آمالهم وتطلعاتهم والسعي إليها.
وأوضح أبو الغيط، خلال كلمته في القمة العربية، امس الأربعاء، في البحر الميت، أنَّه رغم كل مظاهر الوهن التي تعتري نظامنا العربي، وبرغم ما تُعاني منه أمتنا من مشكلات عديدة وانكسارات وانتكاسات .. فقد تداعت له أسباب أمل وتفاؤل في وسط ظلمة حالكة، وتابع «تحوم حول منطقتنا طيور جارحة كثيرة، تريد أن تنهش في الجسد العربي وأن تفتئت على قدرة العرب على توحيد صفهم، وأن تضع العرب في تناقض بين بعضهم البعض وهناك من هذه القوى من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط وهو نهج نرفضه ونتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها».
وأشار أبو الغيط إلى أنه تتردد أحاديث عديدة عن السعي لترتيب المنطقة العربية حتى من دون موافقة قادتها، وبما يخلق أوضاعًا جديدة في الشرق الأوسط، وفي مواجهة هذه الأطروحات جميعًا فقد دافعتُ خلال الأشهر الماضية عن أمرين أساسيين: الأول، هو الدولة الوطنية التي خرجت إلى النور في القرن العشرين، والتي ينبغي الحفاظ عليها باعتبارها نواة النظام العربي التي لا يجب المس بها. والثاني، التأكيد على أن الوضع العربي الحالي، ومع كل الإشكالات التي يعانيها، ليس مؤهلاً بعد للدخول في أية ترتيبات طويلة الأمد للأمن الإقليمي في ضوء اختلال موازين القوى الذي نرصده جميعًا.
وشدد أبو الغيط على أن اليد العربية لا زالت ممدودة بالسلام على نحوِ ما تقضي مبادرة السلام العربية، ولا زلنا في انتظار شريكٍ حقيقي على الجانب الآخر يفهم متطلبات السلام ويعمل بجدية من أجل تحقيقه .. ومن أسفٍ أننا لا نجد هذا الشريك رغم تعدد الوساطات والجهود. وقال «خلفت التطورات الميدانية شديدة الصعوبة في سوريا واليمن والعراق، وأيضاً في الصومال، أوضاعاً إنسانية متدهورة بين نزوح ولجوء، بل ومجاعات فواحد من بين كل اثنين لاجئين في العالم اليوم، هو للأسف لاجئٌ عربي، وأصبح لزاماً علينا كعرب أن نتصدى بشجاعة لهذه الأوضاع لأنها تمس بكرامة الإنسان العربي وحقه في العيش والحياة «.
*أخطر ما يواجه الأمة العربية هو الإرهاب والتطرف
أكد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في اليمن وإنهاء معاناتهم. وقال في كلمته التي ألقاها امس الأربعاء في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن، إن «الشعب السوري يتعرَّض للقتل ويجب إيجاد حل سياسي للأزمة، وعلينا المحافظة على أمن واستقرار اليمن وإيجاد الحل السياسي استنادا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية، لافتًا الى «أن الحل في اليمن يجب أن يتم على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».
وشدَّد العاهل السعودي على أهمية أن «لا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على القضية الفلسطينية»، ودعا الليبيين للحفاظ على أمن ليبيا والوصول إلى حل سلمي. كما شدد على أن «التدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية تعتبر “انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية».
واعتبر الملك سلمان أن «أخطر ما يواجه أمتنا العربية هو الإرهاب والتطرف». ودعا الملك سلمان إلى تفعيل آليات العمل الاقتصادي المشترك.
كذلك دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمته أمام القمة العربية الـ 28 في الأردن، إلى استمرار الحوار بين دول المنطقة وإيران، لتحقيق الأمن والاستقرار. واعتبر الصباح أن «العالم العربي يواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة»، داعيا الأمة العربية لأن «تسمو فوق خلافاتها، وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص» بها.
وأكد «أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعفا في تماسكنا، الأمر الذي يتوجب معه علينا العمل وبكل الجهد لأن نسمو فوق تلك الخلافات، وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص بأمتنا ويبقي على معاناتها ويشل قدراتها على تجاوز هذه الخلافات».
*أكثر تمثيلً لملوك ورؤساء وقادة الأمة العربية
ويرى مراقبون أن حضور الزعماء لهذه القمة العربية غير مسبوق، لافتين إلى أنها الأكثر تمثيلًا لملوك ورؤساء وقادة الأمة العربية. وانطلقت أعمال اجتماع القادة العرب بكلمة لرئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز رئيس القمة السابق الذي يُسلِّم العاهل الأردني رئاسة القمة للعام المقبل.
وحضر القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتونسي الباجي قائد السبسي، والفلسطيني محمود عباس، واللبناني ميشال عون، واليمني عبدربه منصور هادي، والسوداني عمر البشير، والصومالي محمد عبد الله فرماجو، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس جمهورية القمر المتحدة غزالي عثماني.
فيما يمثل دولة الامارات العربية المتحدة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وسلطنة عُمان نائب رئيس الوزراء العماني الممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد أسعد بن طارق آل سعيد، فيما يمثل الجزائر رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح، وحضر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على رأس وفد بلاده
ويمثل ليبيا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، فيما بقى المقعد السوري شاغرًا بسبب تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية منذ عام 2011. وحضر القمة كضيوف : الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، ورئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، ومبعوث شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوث للحكومة الفرنسية.
وكانت أعمال القمة العربية 28، انطلقت في منطقة البحر الميت الأردنية، امس الأربعاء، والتي تبحث نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية بناءً على اجتماعات المندوبين الدائمين. ويشارك 18 من القادة ورؤساء الوفود العربية، في القمة الحالية، فيما تغيب العاهل المغربي الملك محمد السادس، لأسباب غير معلنة.
وفيما بقي المقعد السوري شاغرًا، تصدر علم الدولة المقعد، ولم ينسَ منظمو هذا الحدث الكبير وضع قناني الماء وكل ما يلزم على الطاولة، ما أسبغ على المشهد الكثير من الظلال، والكثير من الشجن والأمل في أن لا يطول غياب سورية عن شقيقاتها، خاصة في مثل هذه المحافل العربية