رحلة النحات الليبي عبد الله سعيد

من طين الصلصال إلى أشجار الصنوبر
حاورته – احلام يوسف:
عبد الله سعيد، نحات ليبي، بدأ شوطه الفني برسم الشخصيات الكارتونية، وبتشجيع من والدته، وأخيه الاكبر، لكنه وجد ان الأشغال اليدوية المتمثلة بالنحت، وتشكيل الصلصال، وصنع الالعاب الخشبية، هي الأقرب الى ميوله، لأنه يمتلك فيها مساحة أكبر لإبراز عضلاته الفنية، واظهار جوانب الابداع المدفونة داخله.
يقول سعيد انه وفي اثناء دراسته الجامعية كان يمارس هوايته في أوقات الفراغ، حتى تخرج من “كلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة”، وحينها قرر أن يصب جام اهتمامه في تطوير هوايته، كي يغدو أكثر مهنية واحترافا.

هل هناك من التجأت اليه في رحلتك مع فن النحت؟
نعم فقد تواصلت مع النحات الليبي “أحميدة الطويل” من مدينتي “شحات” الذي وفر لي اشياء كثيرة، ومعلومات في مجال النحت، وشجعني على مطالعة الكتب التي تختص بهذا العالم، من تكنيك، وتقنية، حتى وجدت نفسي او ضالتي في النحت المعاصر، والذي كان أكثر أقناعاً. لما فيه من حداثة وأعمال مبتكرة، وقد يبدو هذا النوع صعباً بعض الشيئ على المتلقي الاعتيادي وخصوصاً في ليبيا، نظراً لأهتمامهم بالفن التصويري، والمجسم الذي لايحتاج إلى تأملات ذهنية. لكني دائما ماكنت أقول “عمل بسيط مبتكر، أفضل من عمل كبير مقتبس”.

من اين تستوحي اعمالك التي تقوم بنحتها؟
معظم أعمالي مستوحاة من الطبيعة بالدرجة الاولى، حيث كان لشجرة العرعر النصيب الأوفر منها، وقد كان أول معرض خاص لي باسم “بوح العرعر” كانت الأعمال تخاطب الأشكال التي تتخذها أغصان العرعر، من التواءات، واشكال تجريدية، لتحمي نفسها من قوة العوامل الجوية مما جعلها تملك لوناً مميزاً براقاً، وصلابة شديدة كصلابة الصخر. فالطبيعة هي أعمالي، وأعمالي هي الطبيعة.

ما الذي تضيفه تلك المعارض الى الفنان فيما يخص عمله؟
الجميع يعرف ان للمعارض والمشاركات المحلية والدولية، دورا كبيراً في تقييم الفنان لنفسه، لمعرفة مستواه عن طريق المتلقي، أو المشاركين. ولكن الامر الذي لايخفى عليكم، هي الظروف التي تمر بها البلاد، فقد أثرت على الحركة الفنية ككل، وتسببت في تقليص عدد المعارض التشكيلية والفنية، لكن بالمقابل، فقد اسهمت هذه الظروف في بروز فنانين ابدعوا بأعمال فنية تنوعت ما بين النحت، والجرافيك، والتصوير، والرسم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في ليبيا هناك النحات “علي الوكواك ” الذي استطاع تدوير مخلفات الحرب إلى اشكال فنية، وقضايا إنسانية، وكذلك هناك فنانون عرب في فلسطين، والعراق، وسوريا، وقد كانت لي مشاركات محلية منها معرض العام للفنون التشكيلية في مارس2013، ودولياً، شاركت في ملتقى النحاتين لإحياء اليوم العالمي للخشب في مارس 2015بتركيا.

هل لك ان تحدثنا عن مجموعتك النحتية الجديدة، وما هو نوع الاشجار الذي استعملته في تشكيلها؟
مجموعتي الجديدة اسميتها “وصال”، وهي مجموعة اعمال تحمل المعنى نفسه، وانجزت منها حتى الان واحدة من أصل خمسة، وهي من خشب الصنوبر. والمنحوتات فيه ضخمة نوعاً ما، حيث لا يقل الطول عن “90سم” ولا يزيد على “2متر”. وان اردت ان اتحدث عن المعنى الذي وضعته بين سطور المعرض، فهو علاقتنا بالله عز وجل، والعلاقة اللامتناهية، ايضا العلاقة مع الاهل، والأقرباء، والأصدقاء، وتواصلنا جميعا مع المكان والمحيط. وفي مجموعة “وصال” هناك انحناءات والتواءات تؤشر إلى المحن، والصعوبات، وهناك ايضاً الشكل الانسيابي، وقد انجزت الآن اربعة من أصل خمسة، اما نوع الاشجار المستعملة في مجموعة “وصال” فهي “عرعر، وسرو، وصنوبر”.

كلمة اخيرة لمن توجهها؟
اود ان اوجه تحياتي لكل العراقيين، وامنيتي ان يعم السلام والأمن، على بلدينا وعلى كل البلدان العربية المتأزمة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة