ماذا وراء زيارة عادل الجبير للعاصمة العراقية بغداد ؟

علي الموسوي
كاتب عراقي مقيم في هولندا
بعد انقطاع دام 14 عامًا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يصل الى بغداد لتسليم العبادي رسالة وصفت بالمهمة ؟
أسباب عديدة تقف وراء هذه الزيارة التاريخية الى بغداد وقد تكون هي خارطة الطريق لعودة العراق ضمن التوافق الخليجي المتحالف مع المنظومة الدولية بقيادة الولايات المتحدة وهي رسالة ترغيب وترهيب أو ما يطلق عليه بسياسة العصا والجزرة ؟ فالكل يدرك حجم التأثير والثقل السعودي على المنظومة الخليجية والعديد من الدول العربية فما هي أسباب هذه الزيارة وما هو المطلوب من العبادي تنفيذه ..
المراقب للاوضاع السياسية يدرك سريعًا وجود تصعيد خطير يقوده الرئيس الاميركي ترامب يسعى من خلاله في انشاء تحالف دولي لتحجيم ايران وايقاف حركة نموها الاقتصادي والعسكري والعلمي المتسارع ويضم هذا التحالف كل من الولايات المتحدة .. اسرائيل .. تركيا .. السعودية .. قطر .. والاردن ، ولكي يتم تطويق ايران فلابد من ادخال العراق في هذه المنظومة أو في الأقل تحييده من أي صراع دولي واقليمي قادم مع ايران ؟ وما أقوله ليس تكهنًا بل هي معلومات موثقة ومتابعة سياسية دقيقة لتسلسل الأحداث منذ مجيء دونالد ترامب واتصاله الهاتفي في 9 شباط مع السيد العبادي الذي أكد في حديثه بأن العراق حليف مهم للولايات المتحدة وعليه الالتزام بتعهداته اتجاه الولايات المتحدة ولا يوجد له خيار ثالث فاما ايران او التحالف الاميركي فرد عليه العبادي ، ان العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه، ولا يريد أن يكون طرفاً في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق». وكمحاولة أميركية قد تكون هي الأخيرة من نوعها وصل عادل الجبير الى بغداد في زيارة غير معلنة ولا يعلم بها حتى البرلمان العراقي وهو قادم كمبعوث خاص من السيد ترامب كمبادرة حسن النوايا لانهاء جميع الخلافات السعودية العراقية وانفتاح سياسي ودبلومسي واقتصادي كامل مع الدول الخليجية وكذلك رفع العراق من قائمة الدول الممنوعة من السفر الى الولايات المتحدة والمساهمة في اعمار العراق وبناء مؤسساته وهنالك تفاصيل كثيرة منها تبادل زيارات مسؤولي البلدين وتفعيل كل الملفات العالقة، كما توجد رغبة للعمل على فتح منفذ جميمة بين العراق والمملكة وبحث ملف فتح جسر جوي وتفعيل الطيران المدني بين البلدين. والأهم من ذلك بحث القضايا الأمنية وتبادل المعلومات ، ولكن يبقى كل هذا مرهوناً بقبول العراق بالشروط التالية :
أولا : ضمان مناصفة السنة 50% في أي عملية تسوية سياسية عراقية مقبلة .
ثانياً : لا يسمح للعراق بالبقاء في المنطقة الوسطى وعليه الابتعاد عن أي تحالفات مع روسيا وايران والاعلان عن موقفه الصريح من العملية السياسية في سوريا والتخلي عن الدعم الايراني ..
ثالثاً : اصدار قرار جديد يبين بوضوح تبعية الحشد الشعبي ومستقبله السياسي وسحب جميع فصائله من سوريا خاصة بعد اعلان حركة النجباء قبل أيام عن استعدادها لتحرير الجولان لو طلب منها .
رابعاً : عدم السماح لفصائل الحشد الشعبي بالبقاء في منطقة النخيب وتحذير حكومة العبادي من أي تغير محتمل في خارطة الانبار بعودة منطقة النخيب السليبة التي تبعد 400 كلم جنوب غرب الرمادي الى قضاء عين التمر الكربلائية لان ذلك سيكون له تأثير مباشرعلى الوضع الأمني السعودي بعد تحرير الموصل !
خامسًا : تثبيت الحدود العراقية الكويتية البرية والبحرية حسب ما اتفق عليه وما جاء في قرار الامم المتحدة بعد انتهاء الغزو الصدامي للكويت .
سادساً : مشاركة الأجهزة الأمنية السعودية الى جانب العراقية في التحقيقات مع الارهابيين السعوديين المسجونين لدى العراق وضبط الحدود بين البلدين بعد المخاوف من احتمالية أعمال انتقامية من بعض الفصائل العراقية المسلحة للحدود السعودية حسب ادعاء الجانب السعودي ردا على الدعم السعودي الكبير للمجموعات الارهابية في العراق وسوريا .
سابعاً : وصول وزير الدفاع الاميركي للعراق والاعلان عن نوايا بلاده بالبقاء في العراق لزمن طويل وبناء قواعد أميركية جديدة في مختلف المحافظات العراقية وتأكيده بان الولايات المتحدة ليس لديها أي أطماع في النفط العراقي وجاء هذا التأكيد على خلفية تسريب معلومات عن حديث للرئيس الاميركي في حق الولايات المتحدة في نفط العراق والمنطقة ( النفط مقابل الحماية ) .
اذن هي ليست رسالة اعتيادية بل خارطة طريق تحاول رسم معالم العلاقات بين الجانبين ضمن إملاءات أميركية خليجية تحاول ثني العراق عن توجهاته السياسية وابعاده عن حلف المقاومة فهل ينجح عادل الجبير في اقناع العراقيين بالجزرة الدولية ؟ وهل يدرك قادة العراق حجم المخاطر التي تحيق بالبلاد ؟ وهل يمكنهم الدفاع عن ميراثهم وثوابتهم والثمن الذي دفعوه للخلاص من النظام المباد ؟ أم هنالك كلام آخر لا يستطيع العبادي ولا أي رئيس وزراء مقبل تجاوزه ؟ فلمن ستكون الغلبة ولمن تكون العصا هذه المرة ؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة