مجموعات مسلحة تشارك في القتال داخل منطقة الهلال النفطي
متابعة الصباح الجديد:
أكدت القوات الليبية المسلحة، أن الاوضاع في منطقة «الهلال النفطي» أصبحت تحت السيطرة بعد صدِّها هجومًا من ثلاثة محاور نفذه ارهابيون. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة احمد المسماري أن الجيش قام بمصادرة 40% من سيارات الارهابيين، مشيرًا الى أن هذه المجموعة تابعة للمعارضة الموجودة في تشاد، وأنهم استفادوا من تجاربهم السابقة حيث تجمعوا في منطقة هراوة بعد ان دخلوا اليها في مجموعات متفرقة من طرق اخرى بعيدة عن سرت، ليشنوا هجوما مباغتا من ثلاث محاور.
وأشار الى أنه لا توجد لديهم تأكيدات بشأن تورط عناصر المجلس الرئاسي الليبي في الهجوم على الهلال النفطي. وأضاف المسماري أن انسحاب القوات المسلحة جاء تفاديا لسقوط خسائر بشرية، مبينًا ان عدد الشهداء حتى الان 2، هما الناجي الحاسي، عياد المغربي، ولفت الى أن الجماعات الارهابية قامت بتصفية قائد عسكري من القوات المسلحة وهو في مستشفى رأس لانوف. وطالب المسماري أهالي الهلال النفطي بالبقاء في منازلهم لوجود عمليات عسكرية.
وأشار الى أن الهدف الجماعات الارهابية من السيطرة على الهلال النفطي انه يعتبر نقطة ضغط على ليبيا وعلى المجتمع الدولي ايضا، إضافة الى أنه مصدر لتوفير الاموال لهم.
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، قُتل 10 مسلحين من تجمع «سرايا الدفاع عن بنغازي»، وعنصر من قوات تابعة لمجلس نواب طبرق، في اشتباكات بين الطرفين قرب موانئ النفط في الهلال النفطي، بحسب بيان لقوات طبرق.
ونقل إعلام محلي عن قيادي بالسرايا أن قواته سيطرت على مناطق «النوفلية» و»بن جواد» و»السدرة» و»راس لانوف»، المحيطة بالهلال النفطي، نفت قوات طبرق التي يقودها خليفة حفتر، في بيان لها صحة تلك الأنباء.
وذكر مصدر إستخباراتي ليبي أن القيادي البارز في تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي أحمد عبدالجليل الحسناوي انضم الى سرايا بنغازي في معركة الهلال النفطي. وقال ذات المصدر إن انضمام الحسناوي جاء مع تعزيزات بالآليات المسلحة كدعم مقدم لسرايا دفاع بنغازي قادما من جنوب ليبيا عبر مناطق الجفرة.
الجدير بالذكر أن الحسناوي هو أحد أبرز المقربين السابقين من القيادي الجزائري في تنظيم المغرب الإسلامي الأمير مختار بلمختار، وأن انضمامه لهذه المعركة جاء بقرار من قيادات التنظيم.
وفي طرابلس، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج الموجود في موسكو حاليًا، أن «لاعلاقة» له بالتصعيد العسكري الذي وقع الجمعة في منطقة الهلال النفطي. وقال المجلس في بيانه إنه «لم يصدر أي تعليمات أو أوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة»
وأضاف: أننا «ندين بشدة أي تصرف يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء ويعرقل مسيرة الوفاق التي نأمل ونعمل علي أن تصل بالبلاد إلي بر الأمان». وأعرب عن شجبه الشديد لهذا التصعيد «الخطير الذي يتزامن بطريقة مشبوهة» مع ما يبذله المجلس من جهود مكثفة على مستويات داخلية وإقليمية ودولية لتحقيق المصالحة الوطنية «وتوحيد الصف لتجتاز بلادنا ماتمر به من محنة».
وحذَّر المجلس في بيانه من أنه لن يقف «مكتوف الأيدي» إذا ما تواصل التصعيد في تلك المنطقة أو غيرها ولديه من الخيارات «ما يردع كل مستهتر»، دون تسمية طرف بعينه، مجدِّدا التأكيد على أن «النفط هو ثروة الليبيين جميعاً وهو مصدر رزقهم الوحيد، ولابد أن يخرج من دائرة الصراع بمختلف مسمياته وأشكاله وألا تكون مناطقه ساحة له للصراع».
وفي موسكو، قال فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية إن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح رفضا الوساطة المصرية وأضاعا فرصة سياسية تخدم الشعب الليبي.
وأضاف السراج في مقابلة صحفية ، أن مباحثاته في موسكو كانت صريحة وأنه أبدى استعداده للتعاون مع شركات روسية على أوسع نطاق، وأن حكومة الوفاق الوطني طلبت المساعدة من الناتو في مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن اتصالات بعض الدول مع كيانات خارج حكومة الوفاق تعرقل التسوية السياسية في ليبيا.
وكان فايز السراج قد التقى أمس ، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى روسيا في إطار المشاورات التي تجريها موسكو مع كافة أطراف النزاع الليبي، وأكد لافروف للسراج أن موسكو تريد أن ترى ليبيا دولة موحدة ومزدهرة تعتمد على مؤسسات دولة قوية ولها جيش ذو استعداد قتالي عالي.