لعل اهم تحد يمر به البلد بعد التخلص من التحدي الداعشي العسكري المباشر الخلايا الداعشية النائمة وقد ينهض جيل داعشي متمرد على الدواعش الذين انهارت دولتهم وماتبقى من جيل القاعدة التي يرأسها ايمن الظواهري ليتمدد تنظيمياً في المؤسسات والجامعات وقد يتظاهر تنديداً بنقص الخدمات تمهيدا للمشاركة في الانتخابات التشريعية العامة او المحلية الخاصة بمجالس المحافظات!.
ومن التحديات استمرار العمليات المسلحة الارهابية ضد المناطق الآمنة في الجنوب والوسط والمناطق المحررة في الغرب وهو تحد ارهابي كبير لايمكن الوقوف بوجه استمراره الا بخطط امنية المسؤول عنها الحشد العشائري واستخبارات الجيش اضافة الى حشد المناطق الغربية ومن المهم اعطاء وزارة الداخلية دوراً مهماً في ضبط ايقاع المسألة الأمنية التي مازالت تراوح في مكانها.
من التحديات المهمة هذا الصراخ الاجوف والاصوات النشاز التي تنطلق ضد الرئيس حيدر العبادي لسبب ومن دونه في وقت تتحرك القوات العراقية للتخلص من اخر تحصينات دولة ابي بكر البغدادي ووهم التطرف والتوحش الداعشي وهو تحد تقول كل الادبيات وتنتدب اغلب النصوص القرانية والوطنية الاتباع والافراد والناس جميعا الى الوقوف مع الدولة والتجربة لدرأ الاخطار والدفاع عن العراق وتجربته الديموقراطية وانسانه ومقدساته الاسلامية والمسيحية.
داعش الحالي انتهى الى غير رجعة لكن من المهم ان نتحلى بالانتظار المسؤول عن نهوض جيل جديد من القاعدة وداعش وتنظيمات متطرفة اخرى لاستكمال مهمة العمل الارهابي في مواجهة الاسلام الحقيقي ومذاهبه الكبرى ومكوناته المجتمعية.
علينا ان نعرف جميعا ان الارهاب لايتوقف عند نهاية جيل من اجياله بل يتجدد من خلال بروز اجيال جديدة اكثر شراسة واقوى عوداً واعظم فتكاً من الاجيال الارهابية التي سقطت رايتها بفعل عزيمة العراقيين لكن مايجب ان يعرفه الارهاب العراقي والعربي والآخر الممول من قبل بنوك ومصارف « اسلامية» ان الارادة الوطنية والاسلامية العراقية التي اسقطت راية داعش ومرغتها بالتراب واحالت حصونهم الى هباء تذروه الرياح هي التي ستسقط اية راية ارهابية قادمة تحمل نفس الاهداف والتوجهات الارهابية والتاريخ والتجربة العسكرية ومايفعله العراقيون في الطرف الايمن من الموصل شاهد على ذلك.
علينا ان نتنبه ان داعش لاتؤمن بالازاحة الجيلية التي بدأ البعض الترويج لها في الصحف ووسائل الاعلام التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي في توصيف سلبي عن حالة طرد عام لاغلب الكوادر التنظيمية التي اشتغلت على المعارضة العراقية في السابق مع شخصيات مهمة في العمل الوطني كالسيد محمد باقر الحكيم بل يؤمن ان الارهاب لايتكرس ويبقى صامداً بوجه الدولة ومكافحة الارهاب والتحالف الدولي الا بالافادة من الخبرات السابقة في كافة المجالات خصوصا صناعة الاسلحة الكيميائية وحماية القيادات التفصيلية والرأسية!.
حسنا فعل سماحة السيد عمار الحكيم حين اوقف مهزلة «الازاحة الجيلية» حين اكد في لقاء مع مجموعة من الاعلاميين انه لايؤمن بهذه الازاحة في العملية السياسية بل يجب الافادة من خبرات «السلف الصالح» من اجل استمرار زخم العطاء وتجديد السياق السياسي بمزيد من استدعاء الخبرة ومراكمتها لأن الدولة بحاجة الى حكمة «الكبار» وتسديد « الشيوخ.
عمار البغدادي
نقاش هادئ لما بعد داعش
التعليقات مغلقة