حسين نهابة
ولا واحات تعِدُ قلبي بالنخيلِ
وعيناكِ جناتٌ فسيحة
تتراءى لي بين السرابِ واليقين،
انا التائهُ في لُجةِ الانتماء.
ما زالت البحارُ التي تفصُلني عنكِ،
شاسعة
ومركبي، سيدتي، صغير.
اليكِ تبتهِلُ قوافلي الممطرةُ،
الى ربِها
تسأله الوُصول الى مرافئكِ بأمان،
وتنعبُ بكل ما تملكُ من صوتٍ
ألا أيتُها البحارُ الغارِقة على سواحل الموت
استكيني،
ليهدأ روعي
وتنعتق روحيّ من مِعصمها الآثم
ومن صخبكِ وهوسك.
في هذا العطشِ المُتفرِد بجفافه
ومن قلبِ هذا الضياع أطّلُ أنا
إنسانٌ لا مرفأ له.
أيةُ شواطيء تستقبلني
انا المركبُ الطريدُ بلا وجهة،
بلا رُبان؟
ربـــــاه يا ربـــــاه
مُدّ كفك وامسح بها على رُبوع بلادي
أشعل من جديد، القُلوب بمحبتك
وأحمنا
أحمِ كل أوطاني
رباهُ، أيها المعّرِشُ في ليلِ المُدن الحُبلى بالخوف
التي لا تنجبُ غير التوابيت
والأطفال المشرّدين
في الدُروب،
كَرْمُ محبتك ما زال حامضاً
لا يصلحُ للأفواهِ التي
ألفت طعم المرارة
وتعودت رشف الدماء،
حرّر كروان جنتك ليحط عند بساتيننا
وضّم تحت جناح رحمتك
هذا الوطن المُشتت،
حفهُ بملائكتك
ولوّنهُ بكل الفراشاتِ الساكنة
في قلبِ
اولاد يتطلعون لفجرِ ربيع لم يأتِ بعد.