مع بدء هزيمة داعش في نينوى.. مناشدات بالبحث عن مئات المعتقلين
نينوى ـ خدر خلات:
مع انطلاق الصفحة الجديدة من عمليات قادمون يا نينوى والتي تتمثل بمعركة تطهير الجانب الايمن من مدينة الموصل، اطلق اهالي الموصل جملة نداءات للبحث عن المئات من شبابهم الذين سبق ان اختطفهم تنظيم داعش الإرهابي، فيما ناشطون من مناطق جنوبي الموصل يدعون الاجهزة الامنية لشن عمليات تدقيق امنية والقبض على “الدواعش” الذين يتجولون بكل حرية برغم جرائمهم بحق المدنيين.
وقال الناشط الموصلي المدني والحقوقي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” انه “عقب انتهاء عمليات تطهير الجانب الايسر، كان العشرات من العائلات الموصلية يمنّون انفسهم بالعثور على ابنائهم الذين سبق ان قام تنظيم داعش باختطافهم لاسباب عديدة، ابرزها انهم كانوا منتسبين بالاجهزة الامنية قبل سقوط المدينة، فضلا عن اتهامات اخرى كالتخابر مع اجهزة امنية او حيازة موبايلات وغيرها، ولحد الان مازال اولئك الشباب مفقودين ولا يوجد لهم أي اثر”.
واضاف “الان، وعقب بدء عمليات تحرير الجانب الأيمن، فان القضية نفسها يتم تداولها بين أهالي الموصل جميعاً، حيث المئات من الشباب الموصلي من جانبي المدينة مفقودين، وآن الاوان لبذل الجهود ومعرفة مصيرهم”.
واشار الطائي الى ان “الكل يعلم ان تنظيم داعش هو تنظيم ارهابي واجرامي ولا يتورع عن ارتكاب اية جرائم، بل انه يتباهى بعمليات الذبح والنحر وغيرها، لكن اختفاء المئات من الشباب في معتقلاته امر يبعث على القلق، ومن المرجح ان داعش اعدم الكثيرين من اهالي محافظة نينوى، لكن المسالة هي اين رفات اولئك الضحايا الابرياء؟”.
وتابع “هنالك من يرى ان داعش رمى بجثث ضحاياه في حفرة الخسفة المرعبة (تقع بجوار قرية العذبة بنحو 5 كلم، وجنوبي الموصل بنحو 20 كلم) لكن لا يجوز ترك الامور على حالها، وهنا يبرز دور المنظمات المحلية والدولية التي ينبغي ان تشترك بهذا الجهد الانساني”.
وبحسب تقارير صحفية متطابقة، وعلى وفق مصادر محلية، فان تنظيم داعش اختطف المئات من سكنة مدينة الموصل والاقضية والنواحي في حمام العليل والقيارة وغيرها، واتهمهم اتهامات شتى، وما زال مصيرهم مفقوداً.
نشطاء جنوب الموصل يناشدون الأجهزة الأمنية لملاحقة الدواعش
اطلق نشطاء من مناطق جنوبي الموصل، وخاصة في مناطق حمام العليل، الشورة، القيارة، نداءات الى الاجهزة الامنية المختصة لشن حملة تدقيق امني وملاحقة الدواعش الذين يتجولون بأريحية في تلك المناطق، على وفق قولهم.
واعرب النشطاء عن مخاوفهم من هذا التراخي الامني، الذي قد يعطي فرصة لاولئك الدواعش واعادة ترتيب صفوفهم وتنفيذ عمليات انتقام وتصفية ضد الاهالي الذين ساندوا القوات الأمنية في أثناء تحرير مناطقهم.
ودعوا الى ضرورة مداهمة منازل المشتبه بهم، وسط توقعات بوجود أسلحة وذخائر يمكن استعمالها بتنفيذ عمليات إرهابية، محذرين من ان التبليغات على المشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف لا تنال الاهتمام المطلوب من قبل الاجهزة الامنية.
ويرى ناشطو جنوب الموصل انه ينبغي طرد عائلات الدواعش الذين قتل ابناؤهم بالمعارك او تم اعتقالهم، خارج المناطق السكنية، داعين الحكومة المحلية الى تأسيس مخيم لسكن عائلات الدواعش، شريطة ان يكون مسوّرا والدخول والخروج منه يكون على وفق ضوابط مشددة، مبينين انه لا يمكن التعايش مع عائلات داعش بمناطق جنوبي الموصل، وايضا لا يمكن معاقبة الجميع بجريرة فرد او فردين من الاسرة الواحدة.
وحذر النشطاء من ظهور خلايا محلية من ضحايا داعش يقومون بالقصاص من عائلات داعش عوض القانون والقضاء، وبالتالي سيكون هنالك مشكلة أمنية جديدة في مناطق جنوب الموصل، التي باتت متعطشة للاستقرار والامان المفقود منذ عقد من السنين.