ابتسام يوسف طاهر
للهرب من حالة الاحباط والغضب التي تقدمها الفضائيات العربية والاجنبية بجرعات سامة. شاركت الملايين ممن يتابعون بطولة العالم في كرة القدم. لعل ذلك يبعد شبح الغباء السياسي والجشع السلطوي ونحر العراق من اجل كراسٍ تدر بعض الملايين على المتسلطين المتناحرين على مغارة علي بابا!. متناسين جحور الامس ولعنة التاريخ على من دمر العراق وجيشه وعرضه لكل صنوف الهوان والحرمان.
أتطلع للّّعبة واتابع قوانينها والعقوبات الصارمة لمن لا يلعب بنظافة وبروح رياضية. والفريق الذي لا يلعب بروح الفريق او اللاعب الذي يصر ان يحقق اهدافاً من دون مشاركة زملائه.. يتعرض لخسارة مهينة ويحرم من النجاح والفوز الذي يحلم به هو وبلده ومشجعيه.لاشك ان هناك تحايلاً ومحاولات استغلال نقاط الضعف في الخصم. لكن كلها تتم تحت جناح القوانين التي وضعت على مدى عقود طويلة وجهود مضنية وتطورت مع الحياة ومتطلبات المنافسة الشريفة والنظيفة. كم تمنيت لو ان السياسة تعرف هكذا تنظيم وقوانين، تحرّم على البعض التآمر والتحالف مع الاعداء المبطنين والظاهرين.. او ان يتم اختيار القيادات على اسس الكفاءة والقدرات والنزاهة واللعب بنظافة بلا غدر ولا قتل، او طعن من الخلف، او استخدام الشعب وسيلة لا انسانية ولا رحيمة من اجل الوصول للسلطة.
في دول العالم التي احبها الله هناك من يخسر بالانتخابات او يستقيل من الوزارة. ولنظافة صفحته السياسية سيصبح اغنى من قبل لان الطلب عليه يصبح دوليا، يحاضر هنا، ويستشار هناك. في حين بلداننا ابتليت بمن يسرق ويطعن ويتحالف مع الاعداء ويقتل الشعب ويدمر البلد من اجل المنصب الذي سينتهي به في جحر او مزبلة التاريخ.
تذكرت ابني حين كان لا يتجاوز الست سنوات حيث كان يلعب بالكمبيوتر لعبة كرة القدم.. فكان يختار الاسماء اللامعة في سماء كرة القدم ليشكل فريق (العراق) البلد الذي لم يره ولا يعرف عنه الا ما يكرره اهله من ذكريات. فكان فريقه الذي اخترعه اقوى الفرق بل ويتغلب على الكمبيوتر.
هذا ما يحتاجه العراق على ارض الواقع السياسي. فريق كل اعضائه يعملون من اجل العراق وشعبه ويسعون للفوز برضا الشعب كله حتى لو تطلب الامر استحضار مدرب اجنبي من الخارج شرط ان يعمل على توحيد الفريق وتطوير كفاءاته. فريق لا يعرف سنّة ولا شيعة ولا كرداً ولا عرباً، فريق اسمه العراق.