الاشاعة

سها الشيخلي

تنشط وتتوسع الشائعات في اوقات الحروب اكثر منها في اوقات السلم وخاصة تلك التي تتناول اخبار الحرب والملف الامني ، ولكن هذا لا يعني انحسار الشائعة في اوقات السلم ، وللشائعة في كلتا الحالتين مروجون همهم اتساع ر قعة الشائعة بحيث تشمل اكبر عدد من الاشخاص المتداولين لها ، كما ان البعض ممن يستمع الى الشائعة يروح بقصد او حتى من دون قصد الى اضافة تفاصيل الى الشائعة وتضخيمها او حتى زيادة في اعداد الخبر الذي تتناوله الشائعة ، فاذا كان العدد مثلا اربعة اشخاص استشهدوا في حادثة ما يصبح العدد في زيادة عند انتقال الشائعة من شخص او من منطقة الى اخرى ، فيصبح عدد الشهداء 14 شهيداً ومن ثم يتزايد العدد الى 140 شهيدا وفي الحالات غير الطبيعية ومنها اخبار الكوارث مثلا تنشط الشائعات فيقال مثلا غرقت قريتان في اثناء هطول الامطار الغزيرة ويظل عدد القرى التي غرقت في تزايد حتى يصبح العدد اكثر بكثير من عدد القرى الموجودة في تلك المنطقة التي تعرضت للفيضان ، كما اننا كاشخاص عندما نتحدث نبالغ في حديثنا من دون قصد فيقول احدنا بصيغة المبالغة مثلا انه منذ 10 ساعات يقف امام الباب ليدقها وهو في الحقيقة لم يبق سوى دقائق معدودة وهذا يعني اننا ميالون الى صيغة المبالغة فكيف بنا اذا تحدثنا عن اخبار الحر ب الدائرة الان . 

ومن المعروف ان الشائعة وخاصة في الظروف الحرجة لاي بلد كان ومنها العراق الان تقف خلفها اجندات عديدة منها ما هو خارجي و ما هو داخلي ، والداخلي هم الطابور الخامس الذي ينشط في كل ازمة يمر بها الوطن ، وهؤلاء لا يقلون خطورة عن الاعداء الذين جاءوا للقتال واستباحة الوطن ، اما مروجو الشائعة في الخارج فهم معروفون للجميع ، ومن هذا المنطلق علينا بصورة عامة وعلى وسائل الاعلام بصورة خاصة ان تكون واعية لكل شائعة يطلقها المغرضون ، وان يتاكدوا من مصادرها ويحللوا فحواها قبل التعليق عليها ، وهم بعملهم هذا انما يقفون سدا مانعا دون تحقيق اهداف اطلاق تلك الشائعة كما يسهموا بصورة كبيرة في نقل الحقائق من دون الالتفات الى الشائعة المعروفة الاهداف ، ان ما تفعله الشائعة من خلق اجواء غير صحية تكون احيانا اكبر بكثير من قوة السلاح المستعمل في الحروب وعلينا الانتباه الى كل شائعة مغرضة تستهدف وتستغل الوضع الحرج الذي يسود الان .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة