من يتابع بعض الفضائيات العراقية لاسيما المعنية بالدراما! يلاحظ نزعة الميل لكل ما يدفع للعنف والكره والحقد والانتقام!
تماشيا مع سياسة الفضائية الرئيسة التي تنقل اخبار الارهابيين والقتلة كما لو هم ابطال! بالرغم من المجازر التي يرتكبونها بحق ابناء مدن متعبة ومسالمة! وبالرغم من جرائم اغراق مزارع تقضي على جهد الفلاح المنهك! بدلا من الوقوف معه وادانة تلك الجرائم!
اذن ماذا نرتجي من هكذا محطات حاقدة؟ فلابد انها استكمالا لتلك السياسة التي تحاصر المشاهد بأفلام ومسلسلات كلها تثير نزعة الانتقام والتشفي وممارسة القتل والعنف الدموي. بينما ما نراه من المحطات التلفزيونية الاوروبية التي حين تعرض فيلماً يحوي بعض المشاهد العنيفة يسبقونه بتنبيه لعدم مشاهدته من قبل الاطفال ومرضى القلب او المتعبين نفسيا!
ما الغاية من هذا التوجه في وقت حرج يعيشه العراق؟ لاسيما الذين يصدعونا بشعاراتهم المدوية كالطبل الفارغ، انهم حريصون على الوطن وابنائه. حريصون على الحرية والكرامة وبناء الانسان! وهم لايعون اننا بأمسّ الحاجة لمن يطفئ نيران الحقد الصدامي وحقد تجار الدين ممن لا يهدأ لهم بال حتى يقضون على كل الابرياء ليضمنوا قصور الجنة! بينما الجحيم الذي يشعلونه هنا سينتظرهم في الآخرة، وهم لا يعلمون!
« تحرص فضائياتنا على قطع أي مشهد رومانسي او قبلة بين ابطال الفيلم حرصاً منها على عدم تشوية براءة اطفالنا! لحمايتهم من تقليد ما يرونه على الشاشة.. لكنها لا تهتم ابداً بقطع مشاهد القتل والعنف الرائجة في افلام ومسلسلات تعرضها ليل نهار! فترى الرؤوس والأكف المقطوعة، وتطاير الدماء! من دون تفكير بان ما يراه المشاهد قد يفكر بتطبيقه.. بل ان بعض الافلام فيها مشاهدا تعليمية لصناعة قنابل او متفجرات!! كل ذلك بالنسبة لهم عادي ولا يمس منظومتنا الاخلاقية والتربوية؟ انه الغباء الذي يقودنا نحو الهاوية.» قالت في حوار عن عنف الفضائيات غير المسؤولة!
وعبرّت زميلة اخرى عن خوفها من الافلام التي تروج للعنف «اذا كان حتى الكبار يشعرون بتوتر من تلك المشاهد فكيف بالصغار؟ بينما الافلام الرومانسية تمنح المشاهد هدوء وسكينة وحتى املاً بالحياة».
أيدتها زميلة اخرى «عندما يرى الطفل والمراهق تلك المشاهد لابد ان تؤثر على سلوكه.. في المدارس للأسف بات من السهل ان يغرس تلميذ قلمه في يد صاحبه لأتفه الاسباب! فالعنف يلاحقهم في الاخبار والأفلام حتى افلام الكارتون.. لابد من التصدي لكل وسائل الاعلام التي تحث على ثقافة الانتقام والعنف».
فهل ندين اغلاق تلك المحطات الفضائية؟ كيف يتسنى لمن يدعي الثقافة ان يدافع عن تلك السموم تبثها تلك القنوات، تحت لافتة الحرية والديمقراطية! فمسؤوليتنا جميعا حماية الانسان كبيراً وصغيراً ونطالب، باسم الحرية، اغلاق كل منابع الكره والعنف. لتأمين سلامة العقول والنفوس وتعزيز القيم الانسانية الراقية.
* إبتسام يوسف الطاهر