“بعملية سرية”..
متابعة ـ الصباح الجديد:
في وقت تشدد القوات الروسية عمليتها العسكرية على أوكرانيا، نجحت كييف في مواجهة ذلك بفضل المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفائها للاستمرار بمقاومة الغزو، وفق صحيفة أميركية.
وتنقل صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن شبكة كوماندوز تنسق تدفق الأسلحة في أوكرانيا.
وكشفت الصحيفة “عملية سرية” عرضت فيها قوات العمليات الخاصة الأميركية “كوماندوز” حجم الجهود المبذولة لمساعدة الجيش الأوكراني الذي لا يزال متفوقا.
وتساعد شبكة خفية من الكوماندوز والجواسيس في توفير الأسلحة والاستخبارات والتدريب، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين.
وتقول الصحيفة إن الكثير من العمل يتم خارج أوكرانيا، في قواعد في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
ورغم إعلان إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها لن تنشر قوات أميركية في أوكرانيا، واصل بعض أفراد وكالة المخابرات المركزية العمل في البلاد سرا، معظمهم في العاصمة، كييف، لتوجيه الكثير من الكميات الهائلة من المعلومات الاستخباراتية التي تتقاسمها الولايات المتحدة مع القوات الأوكرانية، وفقا لما نقلته “نيويورك تايمز” عن مسؤولين حاليين وسابقين.
وفي الوقت ذاته، يعمل بضع عشرات من الكوماندوز من دول حلف شمال الأطلسي الأخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وكندا وليتوانيا، داخل أوكرانيا، حسب الصحيفة.
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين للصحيفة الأميركية إن الولايات المتحدة سحبت 150 مدربا عسكريا قبل بدء الحرب في فبراير، لكن قوات كوماندوز من هؤلاء الحلفاء إما بقيت أو دخلت وخرجت من البلاد منذ ذلك الحين ودربت وقدمت المشورة للقوات الأوكرانية ووفرت قناة على الأرض للأسلحة وغيرها من المساعدات.
ولم تظهر سوى تفاصيل أخرى قليلة حول ما يفعله أفراد وكالة المخابرات المركزية أو قوات الكوماندوز، لكن وجودهم في البلاد، بالإضافة إلى الموظفين الدبلوماسيين الذين عادوا بعد أن تخلت روسيا عن حصارها لكييف، يشير إلى حجم الجهد السري الجاري لمساعدة أوكرانيا والمخاطر التي تخوضها واشنطن وحلفاؤها.
ولا تزال أوكرانيا متفوقة في التسليح، بحسب الصحيفة، وأطلقت القوات الروسية، امس الاول السبت، وابلا من الصواريخ على أهداف في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في مناطق في الشمال والغرب.
ومن المتوقع أن يناقش بايدن وقادة الحلفاء دعما إضافيا لأوكرانيا في اجتماع لمجموعة الدول الصناعية السبع الذي يبدأ في ألمانيا يوم الأحد وفي قمة حلف شمال الأطلسي في إسبانيا في وقت لاحق من الأسبوع.
وتقول الصحيفة إنه بعد فترة وجيزة من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، أنشأت مجموعة القوات الخاصة رقم 10 التابعة للجيش، والتي كانت قبل الحرب تدرب الكوماندوز الأوكرانيين في قاعدة في غرب البلاد، خلية تخطيط للتحالف في ألمانيا لتنسيق المساعدة العسكرية للكوماندوز الأوكرانيين والقوات الأوكرانية الأخرى. وقد نمت الخلية الآن لتضم 20 دولة.
وقدمت وزيرة الجيش، كريستين ورموث، لمحة عن العملية الشهر الماضي قائلة إن خلية العمليات الخاصة ساعدت في إدارة تدفق الأسلحة والمعدات في أوكرانيا.
والخلية، التي تم تصميمها على غرار هيكل استخدم في أفغانستان، هي جزء من مجموعة أوسع من خلايا تنسيق العمليات والاستخبارات التي تديرها القيادة الأوروبية للبنتاغون لتسريع مساعدة الحلفاء للقوات الأوكرانية. وفي قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، على سبيل المثال، يقدم فريق من القوات الجوية الأميركية والحرس الوطني الجوي يدعى غراي وولف الدعم، بما في ذلك التكتيكات والتقنيات، للقوات الجوية الأوكرانية، حسبما قال متحدث عسكري للصحيفة.
ولا توجد قوات الكوماندوز على الخطوط الأمامية مع القوات الأوكرانية، وبدلا من ذلك تقدم المشورة من المقر الرئيسي في أجزاء أخرى من البلاد أو عن بعد عن طريق الاتصالات المشفرة، وفقا لمسؤولين أميركيين وغربيين آخرين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم. وبحسب الصحيفة، فإن علامات الخدمات اللوجستية الخفية والتدريب والدعم الاستخباراتي ملموسة في ساحة المعركة.
وأعرب العديد من القادة الأوكرانيين من المستوى الأدنى مؤخرا عن تقديرهم للولايات المتحدة على المعلومات الاستخباراتية المستقاة من صور الأقمار الصناعية، والتي يمكنهم عرضها على أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي يقدمها الحلفاء. وتقدم الأجهزة اللوحية تطبيقا لرسم خرائط ساحة المعركة يستخدمه الأوكرانيون لاستهداف القوات الروسية ومهاجمتها.