كانت لادونيس أعمال فكرية مهمة أبرزها كتاباه “الثابت والمتحول” و”زمن الشعر”. وهنا آراء بعض المفكرين والشعراء والنقاد بشأن تجربة أدونيس في الشعر العربي الحديث.
الشاعر المصري عبدالمنعم رمضان قال: “يمثل أدونيس حالة فريدة من الإبداع، وأظن أن تسعين عاماً من عمر أدونيس ليست عمراً طويلاً لسبب واحد، وهو أن أدونيس يولد من جديد مع كل تجربة، فهو مجموعة أعمار لشخص دأب دائماً وحرص على أن يتجدد كل فترة، ومن هنا فأنا أتصور أن أدونيس ما زال طفلاً والشعر يجب أن يكون شاعره طفلاً، وأدونيس في كل مرة يعود طفلاً بوجه جديد فهو الآن طفل في التسعين”.
وأضاف رمضان: “عندي علاقة خاصة بأدونيس بدأت منذ 1988 ولم تتوقف لأي سبب خاصة أنني أصر على رؤية ذلك الفينيق الذي يحترق كل فترة ليعود ثانية من رماد حريقه، وهي أسطورة وأعتقد أن أدونيس لم يعرفها فقط ولكنه عاشها دائماً”، ويؤكد: “من يحب أن يدرس أدونيس فعليه أن يتتبع وجوهه المتتالية لأنه ليس صاحب وجه واحد”.
أما الناقد الأدبي الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق، اعتبر تجربة أدونيس “أهم تجربة في الشعر العربي” وقال: “أدونيس حداثي من البداية وظل مستمراً طوال هذه الفترة مع أن غيره من الشعراء قد تخلوا عن الحداثة”، وأشار عصفور إلى أن استمرار عطاء أدونيس يشبه المعجزة.
ورأى الناقد الدكتور صلاح فضل أن تجربة أدونيس امتدت طيلة عقود طويلة وبالتالي فقد وصل تأثيره إلي جيلين على الأقل من الأجيال الشابة، وهو أحد القلائل الذين جمعوا بين الوعي العميق النقدي بطبيعة الشعرية وبين الإبداع الفائق لقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر معاً ونادراً ما يجمع شاعر بين الأمرين.
وأكد فضل أنه وعلى الرغم من التحفظات التي قد يبديها على بعض الآراء الحادة التي يقولها من حين إلى آخر فتحدث صدمة لدى جمهوره، فإن هذه الآراء تمثل وجهات نظر لا بد من احترامها وإن كانت تتميز بقدر من التطرف.
ورأى فضل أن الشاعر ابتكر أسلوباً جديداً في كتابة الشعر أطلق عليه “الشعر التجريبي” وهو يوازي الرسم التجريبي الذي يتلاعب بتشكيل كتلاً من الألوان ومن الأنماط التي تترك للمشاهد أو القارئ حرية تفسيرها على هواه.
وقال الشاعر عبدالرحمن مقلد الحائز على جائزة الدولة في مصر: “كنت مشغولاً بأدونيس خلال دراستي إلى حد الهوس، وكان شعره مثار حديث دائم واختلاف، في ذلك الوقت، بين متحزبين قليلين له من الطلاب، وبين متحزبين كثر لمحمود درويش، وأنا بينهما، لم أحسم خياراً، ولكني كنت أتحصن بأدونيس بأفقه وقوة لغته ضد موجات الإيقاع الدرويشي”.
وأضاف مقلد أن “شعر أدونيس يعكس الفكر الأعتى والأكثر تفجيراً وخلقاً جديداً، وأكثر حداثة بالمعنى الحميد، بفضل فهمه الدقيق لجوهر الشعرية العربية”، ونفى مقلد عن الشاعر اتهامه بالتغريب، وأكد أنه على عكس ذلك تماماً فهو شاعر عربي، لغته تطلع من منابعها الأصيلة، وليست فيه هذه الغنائيات شبه المترجمة الشائعة في نصوص الكثيرين، ووصف مقلد شعر أدونيس بـ”الزلزال ذاته، أو الكارثة والانفجار والجسد والروح، لأنه هو شعر الجوهر”.