عبد الفتاح المطلبي
أشرقتَ في أُفقِ اللّا أين فارتجفوا
وشاهداكَ وريفُ السدرِ والسَعَفُ
أراهمو وهمو بالكــــادِ قد نظروا
إذْ لا يُطيقون حتى يحـكمُ السَدَفُ
لمّا رأوكَ ملاكاً فــــــي جهنّمِهم
رأيتهم وعلى النيــرانِ قد عكفوا
لم يعلموا أنكَ الماء الذي انطفأت
به الحرائقُ مهما أجّـــجَ الصَلفُ
غنّيتَ للموتِ مــوالاً حفظتَ بهِ
كرامةَ النفسِ يعلو فوقَها شَرفُ
تقاسمتْكَ المُدى والليــلُ يشحذُها
وحينَ ضاقتْ بهم أشلاؤكَ اختلفوا
وكنتَ بالصبرِ تستجلي مزاعمَهمْ
وإذْ أحطتَ بمــا قد دبّـروا نُسِفوا
رَبحتَ أنت َوباءوا بالخَسارِ وقدْ
علوتَ شأناً وفي أوهامهمْ خُسِفوا
صلّى عليكَ فؤادي وقتَ ما طلعتْ
روحي بأفقِكَ حتــــى مسّها التلفُ
صلّى عليكَ صلاةَ الوجدِ من ولهٍ
وضجّ بالقلبِ مــــن أشواقِهِ لهَفُ
صلاةَ صبٍّ صَبا عــن دينِ قاتلهِ
وما تداركهُ لمّا صــــــــبا أسَفُ
كم راهنوا أن قلبي لا يُطاوعُني
وربما يعتريهِ بعــــــــدَهمْ جَنَفُ
يلمُّ أطرافَ أوجــــــــــاعٍ تُغالبُهُ
ليلاً ويعصيه ِ من أوجاعهِ طرَفُ
مُكابرٌ لائذٌ بالصــــــمتِ يحسبهُ
خُرساً بمتراسِهمْ من خلفهِ وقفوا
رجاؤهمْ أن يروا ذلاًّ يســربلُني
فهالَهمْ رغمَ ما بــيْ منهمو أنفُ
ظنّوا بأنّ شراعــي قيدَ ريحهمو
تقودهُ كيفَما مــالوا وما انعطفوا
وإنّ حوضَ حيــــاتي قد يُعكّرُهُ
ما حركوافيهِ من ماءٍ وماغرفوا
وحينما خسِروا مـا راهنوا وبدتْ
في الأفقِ شمسٌ خَزَتْهُمْ بالذي اقترفوا
أنمتُ جُرحي فقــــد هدهدتهُ زمناً
فربما لو صـــــحا في ليلهمْ يكِفُ
وحينما دارتِ الأيـــــــامُ دورتها
وخادشتهمْ وأدمتــــــهمْ وقد نزَفوا
تعلموا أنهمْ ركـــــــــــابُ مركبةٍ
لا يعلمون إذا ســــارتْ متى تقفُ