د. علي شمخي
اقل مايمكن وصف مايتحدث به عدد من الناطقين او المتحدثين باسم القيادة العامة للقوات المسلحة او مجلس الوزراء او وزارة الداخلية هو (التخبط) في تقديم الايجازات وتوضيح وشرح مايحدث على الصعد السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية ….ولايدرك الكثيرون اهمية ومكانة المتحدث الذي يقع على عاتقه توصيل حقائق الاحداث والنشاطات الى الجمهور المحلي والعربي والعالمي والاجابة على الاسئلة التي يطرحها الصحفيون ووسائل الاعلام الاخرى ..او تبديد مساور القلق لدى الجمهور وتفسير الغموض الذي يحيط بالكثير من الاخبار ..وفي بلد مثل العراق تشتد فيه اوزار الصراعات ويكثر فيه الاضداد ويتسابق فيه المتنافسون يبقى الجميع يبحث عن من يجيد صناعة (الناطق الرسمي ) او (المتحدث الرسمي ) ولاننا في توصيف الدستور بلد ديمقراطي تعددي فان الطريقة المثلى التي ينبغي ان يسلكها هؤلاء المتحدثون هو الشفافية في عرض المعلومات مع احترام أي حرص على الامن القومي والوطني للبلاد لكن الذي يحصل ونشاهده عبر المؤتمرات الصحفية التي يعقدها بعض من هؤلاء المتحدثين يكشف لنا ان هناك من يريد ممارسة هذا الدور على طريقة الانظمة الشمولية والقمعية التي تصر على ان كل مايحيط بالوطن هو (ربيع في ربيع ) وان لاصحة لكل ماتقوله او تنقله وكالات الانباء ووسائل الاعلام (الامبريالية ..!!!) وماعلى الشعب العراقي الا صم الاذان واغلاق العيون عن سماع او مشاهدة هذه القنوات والاذاعات والاكتفاء بالانصات الى بيانات ومؤتمرات (الحكومة) ..!! فيما اختفى بعض من هؤلاء المتحدثين وفضل الانزواء وغياب الدور من دون ان يخرج لنا بديل له يقول لنا ما الذي يجري في وزارة او مؤسسة هذا المتحدث الغائب..!! لانريد ان نبخس حق اعلام الدولة ولانريد تعضيد دور الاعلام المشبوه الطائفي والتحريضي والممول من جهات خارجية ولكن كل مايهمنا ويهم العراقيين الذين نبذوا اعلام الديكتاتورية وانظمة الاستبداد والحزب الواحد والشخص الواحد ويتوقون للاعلام الحر أن يكون هناك تدفق حر للمعلومات يتيح للصحفيين العراقيين الحصول على المعلومات الموثوقة بما يمكنهم من التحليل وتقديم قصص خبرية ناجحة ومؤثرة تحقق للاعلام عامة والصحافة خاصة ممارسة دورها المعهود في هذا الظرف الدقيق ..ونحن نعتقد أن صمت بعض هؤلاء المتحدثين وعدم عقدهم لاية مؤتمرات صحفية افضل من اجترار القصص المفبركة وغير الدقيقة التي تريد بث رسائل ايجايية مهما كان يجري على الارض ..!!ولقد شهدنا في الاسابيع الماضية سيلاً من الايجازات المضللة اسهمت في فقد المصداقية امام الجمهور وفي الوقت نفسه كشفت الاخفاق في اختيار هؤلاء المتحدثين لمثل هذه المهام التي لربما تفوق اهميتها عناوين ومناصب سيادية وتحرص الدول كثيراً على انتقاء من يتقلدها مثلما تحرص على دقة مايخرج من المتحدثين والناطقين من كلمات لا بل حتى الحروف والايماءات …!!