هل ودعنا الشتاء حقا؟

سمير خليل

لعقود وسنوات خلت، كنا على وفاق مع الطقس ومتغيرات الفصول في بلدنا، نحتمي بملابسنا السميكة و” صوباتنا” شتاءً، بينما نألف القيض وعرقه مرغمين خلال الصيف، هذا لأننا لا نشعر بفصلي الربيع والخريف بسبب التحول الحاد بين الشتاء والصيف.

وطوال هذه العقود والسنين كنا سندانات تحمل لمتغيرات الطقس بين الحرارة والبرودة بحيث صرنا انموذجا لتحمل أعباء فصل الصيف خاصة.

لأكثر من شهر عانينا جميعا من موجة برد ضربت الأخضر واليابس وجعلتنا نئن متقرفصين أمام المدافئ منتظرين ضيفنا الثقيل المزعج، الصيف رغم ما يحمله من متاعب لنا حاله حال شقيقه الشتاء.

الشتاء الذي مر بنا لم يشأ أن يودعنا بهدوء وود، بل ودعنا بشكل مثير عندما فتح علينا شلالات المطر الغزير الذي ترك أثرا عميقا في نفوسنا عندما أغرق مدننا وشوارعنا وبيوتنا، بل وحتى أماكن نومنا.

وها هو الصيف يطرق أبوابنا رغم أننا غير مستعدين لاستقباله بعد، لكن تبدل حال الطقس من البرودة الى الاعتدال المصحوب بحرارة محسوسة جعلنا نتوقع أن يكون فصل الصيف كعادته كل عام حارا، لاسعا، حارقا.

الامر الآخر الذي بدأ يدخل اهتمام الناس هو توقعات حالة الطقس والنشرة الجوية، بحيث نستطيع الآن أن نعرف كيف سيكون طقس مدينة بغداد مثلا بعد شهر، بسبب أن توقعات حالة الطقس ومتغيراته أصبحت بمتناول اليد بسبب تكنولوجيا التواصل من خلال الموبايلات والحواسيب، بحيث يمكنك معرفة حالة الطقس وأنت مستلق على سرير نومك.

ويخطئ من يظن أن الصيف أهون وأكثر انتعاشا من الشتاء، فصيفنا وما أدراك ما صيفنا، فما بين ” تموز الذي يفوّر الماء في الكوز” و” آب اللهاب” سنكون في عز القيض كمن يرقص حافيا على جمر متقد.

ولكننا ومع اعتيادنا على قسوة الطقس لا نتوقف عن حياتنا، وفعالياتنا المتنوعة، فنحن نمارس حياة عادية رغم قسوة الشتاء والصيف، لأن الإنسان بطبيعته ميال للحركة والعمل، كل هذا ولا ننسى التيار الكهربائي وما سيكون عليه خلال الصيف، ترى هل سيفاجئا مفاجئة سارة ؟ نحن بالانتظار كالعادة.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة