رصد في دول عربية في إفريقيا.. خسوف كلي للقمر للمرة الأولى منذ 2022

متابعة – الصباح الجديد:
من الظواهر الفلكية النادرة التي يشهدها كوكبنا الارض هي ظاهرتا خسوف القمر وكسوف الشمس، وخسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل فيكون ” خسوفا كليا” أو تقريبي فيكون ” خسوفا جزئيا”، اما الكسوف الشمسي فيحدث عندما يتحرك القمر بين الشمس والأرض، ويتسبب القمر في منع ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض، ويلقي بظلاله على الأرض، وأنواع الكسوف، الكسوف الكلي الذي يحدث عندما يحجب القمر الشمس بالكامل، ويتلألأ الغلاف الجوي الخارجي للشمس ” الهالة الشمسية” حول القمر عند حجبه للشمس.
وبداية هذا الاسبوع استيقظ هواة رصد الظواهر الفلكية في العالم صباح الجمعة، الرابع عشر من آذار الجاري، على خسوف كلي للقمر، أمكن مشاهدته في أجزاء من العالم وبينها في غرب القارة الإفريقية التي تشمل دولاً عربية.
وتمت مشاهدة هذا الخسوف، الذي يحدث للمرة الأولى هذا العام، بشكل كامل من القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، لكن لم يتمكن سكان قارة آسيا وشرق إفريقيا من مشاهدته، إذ تم رصد بدايته في غرب القارة الإفريقية في دول كموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وغربي ليبيا، بحسب مركز الفلك الدولي.
وهذه الظاهرة الفلكية تحدث للمرة الأولى منذ أيار من عام 2022، وتحول القمر إلى اللون الأحمر الداكن وهو ما يعرف “بالقمر الدموي”.
ويكتسب القمر هذا اللون من خلال أشعة الشمس التي تصل إلى القمر، أثناء الخسوف الكلي، عابرة من خلال الغلاف الجوي للأرض، كما يحدث هذا نتيجة لعملية تُعرف باسم “تبعثر رايلي”، التي تُضفي أيضاً على السماء زرقة، وتسبب في غروب شمس أحمر.
ورصدت أول إشارة لهذا الحدث، الذي بدأ في الساعة 05:09 بتوقيت غرينتش، عبر بث مباشر لمرصد جريفيث في لوس أنجلوس.
ويحدث الخسوف عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة وتكون الأرض في المنتصف، إذ يدخل القمر حينها في ظل الأرض التي تحجب عنه أشعة الشمس، ويبدأ ظل الأرض في حجب القمر تدريجياً، مما يعطيه بصفة مؤقتة ظلاً من اللون الأحمر الداكن.
وقال مركز الفلك الدولي: “لا يمكن رؤية القمر وقت الخسوف الكلي من الناحية النظرية، أما فعلياً فلا يختفي القمر وقت الخسوف الكلي بسبب انكسار أشعة الشمس عن حواف الأرض بسبب الغلاف الجوي الأرضي، فتتجه هذه الأشعة المنكسرة نحو القمر ويكتسي القمر حينها بألوان زاهية مثل الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر”.
وقال المركز: إن الخسوف “يحدث دائماً عندما يكون القمر في طور البدر، وعندها يظهر القمر من الشرق وقت غروب الشمس ويبقى ظاهراً في السماء إلى أن يختفي في جهة الغرب وقت شروق الشمس”.
ويُعد لون القمر وقت الخسوف الكلي “مؤشراً على مدى نقاء الغلاف الجوي الأرضي، فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي قلت الأشعة المنكسرة عن طريقه وبالتالي تقل إضاءة القمر”، وفق المركز.
وبعد أيام قليلة، وتحديدا في التاسع والعشرين من آذار الجاري، سيحدث كسوف جزئي للشمس يغطي جزءاً من الكرة الأرضية، وسيكون مرئياً فوق شرق كندا وأوروبا وشمال روسيا وشمال غرب إفريقيا.
وكما هو الحال مع خسوف القمر، يحدث كسوف الشمس عندما تكون الشمس والقمر والأرض في تراصف تام، لكن هذه المرة القمر هو الذي يتمركز بين الشمس والأرض ويحجب أشعة الشمس كلياً أو جزئياً.
وحتى في حالة الكسوف الجزئي، لا ينبغي مراقبة الشمس مباشرة بالعين المجردة، وإنما فقط بمساعدة نظارات خاصة، إذ يمكن لأشعة الشمس أن تحرق شبكية العين، ما قد يؤدي إلى أذى دائم في البصر.
ويُتوقع في مطلع أيلول المقبل، حدوث خسوف كلي للقمر، وسيكون أكثر وضوحاً في مناطق وسط وشرق آسيا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة