كم أودُّ لو أطيح برأسي هذا
وأنصب بدلا عنه
ماكينةَ خياطة
حينها فقط أستطيعُ
أن أفصلَ لأيامي قمصاناً
تناسب مقاساتكَ
أيّها الحظ
……
أذكرُ أنني كنتُ باباً
فلما كبرت
أصبتُ بالزهايمر
ومن حينها لم أحتفظْ بأيٍّ من الأسرارِ
التي أوصَدوني عليها بمنتهى الحذر
غيرَ أني كنتُ أُحْدِثُ ضجيجاً عالياً
كلّما حاولَ مسمارٌ ما
أن يخترقَ رأسيَ الموبوءَ
بالأسئلة
……..
هكذا تحدثني الساعة
بعد منتصف الفراغ
فيما حجرة الضيوف خالية تماما
إلا من هاتف مشغول
وظل ترسمه صورة رجل
يضع سدارة على رأسه
وعلى كتفيه تنام أنجم كثيرة
وبمثل ذلك تخبرنا نافذة
يقف قبالتها طابور من جنود
وامرأة ترضع طفلة الفراغ
بثديين من شمع
وهكذا تقول قطة لضَّرَّتها
التي تشاركها ذات الهر
فيما تحرك ذنبها بخبث
بعيد كل مضاجعة
وهكذا أيضا
تخبر طبيب القلب سماعته
كلما لامست وترا مني
سبق أن قطعته
أصابع امرأة لا تجيد العزف
…..
ويقول كومبارس
قبيل طرده من مشهد أخير:
أنا جائع حقا
لذلك كنت آكل بشراهة
ولا أترك خلفي
آثارا يمكن أن يستدلوا بها
على غيري
……..
صديقي فاحص البصر
يوثق كل يوم معلوماتٍ سريةً
عن عيون أصابها الاستكماتزم
من جراء التحديق الطويل
في صور الغائبين
………
حين أخبرته أخيرا
عن العملات المزيفة
التي كان يدسها المرابون
في جيبه
لم ينسحب من النزال
ظل يرمي النرد تلو النرد
حتى آخر خانة
من على طاولة الزهر
…….
أوْدَعْتُهم أسراري كلّها
فأبَوا إلا أن يطعنونِي في الصميم
قلتُ لهم قَبْلَ ذلك:
ألّا تفضحوا مخاوفي
فرَمَوا قصائدي بالحجارة
علّها تمطرهم قوافي
أيّها السادة القصائد لا تثمر
إنها تتناسلُ
فحسب
……..
في الليلة السابقة جافاني النوم
فرسمتها على وجه الجدار
واشبعتها لثما