سمير خليل
الشارع، عالم قائم بذاته، ربما يختلف عن بقية العوالم، عالم يضم متشابهات ومتناقضات كثيرة، هو مكان محدد عمرانيا لكنه يضج بالحركة والحيوية، كائنات حية هي البشر تمارس حياتها وعملها في ثنايا هذا المكان، وآلات متحركة على شكل عربات ودراجات متنوعة يستخدمها البشر بالإضافة لمبان ثابتة يستخدمها البشر أيضا.
ماذا عن شكل الحياة في الشارع؟ هنا نحدد ما نريد بالسلوك، الوعي، الثقافة والاتزان والالتزام لدى مستخدمي الشارع، السلوك هو محصلة تكوين الانسان التربوية والثقافية، في ضوء ذلك يتحرك الانسان.
السلوك متنوع في الشارع حسب ما يحمل الإنسان من قيم بنّاءة أو هدّامة وفقا لما ذكرنا أعلاه من كينونة الانسان وما يحمله من قيم ومشاعر، أحيانا نشهد منظرا مستهجنا من أحد الأشخاص أو مجموعة من الاشخاص، هم يبررون أولا أنهم من مكونات الشارع لذلك يحق لهم التصرف ” السلوك” وفق هذه القناعة، بينما تلعب التربية والوعي والثقافة المجتمعية دورا في تصرفات و” سلوك ” البعض الآخر.
العربات المختلفة وما تحمل من نفوس مختلفة هي جزء من الشارع أيضا لكنها تختلف عن البشر بأنها تسير في الشوارع بخطوط مستقيمة أو منحنية، لكن الأهم هو ما تحمل من ثقافات وتربية وسلوك.
البعض أيضا يظن أنه يستطيع التحرك سلوكيا داخل العربة حين لأنه دفع أجرة ركوبه فيها، وعادة ما نشاهد تصرفات وسلوكا مغايرا يقدمه البعض ممن يفتقد لمقومات السلوك والوعي واحترام الآخر داخل هذه العربة.
كذلك يشهد الشارع حوادث مختلفة تصل الى مرحلة التطرف والجريمة، مرتكبوها يظنون أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون في الشارع، وبالتأكيد فإن الضحايا هم من أبناء الشارع أيضا.
أذا، يمكننا أن نحدد الشارع كعالم تختلف فيه بعض الصفات والعادات و” السلوك” عن بيوتنا ومعيشتنا فيها، فكثير من التصرفات في الشارع لا يمكن أن نطبقها في البيوت، فالبيت عالم قائم بذاته أيضا لكنه حصين بوعي وسلوك أبنائه ومتابعة رب الاسرة، لذلك يصبح البيت ملاذا يقينا شر الخطأ والتصرفات التي تحسب لأفراد العائلة، كما أنه يحصّن أخلاقنا وتربيتنا وسلوكنا عندما نكون في الشارع.