متابعة – الصباح الجديد:
الأخلاق والقيم العربية لا تتغير على مر السنين، تلك القيم التي رفع الاسلام من شأنها وجعلها منهجا للتعامل الانساني، ولعل أبلغ هذه القيم تجسدت خلال معارك الدعوة الاسلامية وعظمة وأخلاق رسول الله محمد بن عبد الله صل الله عليه وعلى آله وسلم وما فعله مع أسرى بدر المعركة الأولى مع المشركين، فقد أسر المسلمون سبعين منهم، أخذهم بالرفق واللين وقرر إعفاءهم من القتل، وقبول الفدية ممن يستطيع منهم، تفاوت مقدارها ونوعها بحسب حالة كل أسير، ومن لم يكن معه مال، كان فداؤه أن يُعلّم بعض المسلمين القراءة والكتابة.
اليوم تحضر هذه القيم في فلسطين وفي قطاع غزة المنكوب بالذات، بعملية تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين السلطة الاسرائيلية، حيث شهد العالم بإعجاب تعامل الفلسطينيين مع أسراهم وخاصة النساء خلال عملية إطلاق سراح أسيرات إسرائيليات في غزة.
وأثارت الهدايا التقديرية التي قدمتها حماس للأسيرات الاسرائيليات الثلاث اللواتي أفرج عنهن ضمن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي في خطوة وصفها المراقبون بالذكية ضمن استراتيجية الحرب الذكية، تقارير اسرائيلية ذكرت أن الهدايا التذكارية تضمنت خريطة لقطاع غزة وصور للأسيرات أثناء فترة احتجازهن في الاسر وشهادات تقدير، وقد أثار هذا التصرف إعجاب رواد العالم الافتراضي بذكاء كتائب عز الدين القسام في كل التفصيل منذ معارك طوفان الاقصى في السابع من تشرين الاول عام 2023 وحتى إعلان وقف اطلاق النار. مغردون قالوا عن مشهد الهدايا أن القسام لاتفوت أي لقطة لتثبت انتصارها على إسرائيل وأن المقاومة قدمت هدايا للأسيرات الاسرائيليات بعد 400 يوم من الأسر وفوقها هدية.
الاعلام العبري لم يعجب ولم يرق له كثيرا ما جرى وتحدث عن إهانة لجيش الاحتلال، مشاهد الافراج عن الأسيرات هزت كل اسرائيل، الاعلام الاسرائيلي ركز على ما حدث ونقله بأدق التفاصيل، في وقت كانت دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الاسرائيلية تطالب المواطنين الاسرائيليين بعدم التعرض للفيديوهات التي تبثها كتائب القسام وحماس لأنها من باب الدعاية النفسية السلبية وأنها تؤثر على صحة الجمهور النفسية وأن ينتقوا الاخبار الايجابية.
وبين الحقيقة والفبركة أشارت تعليقات الى وقوع أسيرة اسرائيلية محررة في حب كتائب القسام ، ادعاء انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريحات نسبت الى أسيرة اسرائيلية أطلق سراحها ضمن الدفعة الاولى في اتفاق تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة حماس، مشاهد كان العالم على موعد معها يوم التاسع عشر من كانون الثاني المنصرم لإطلاق سراح ثلاثة أسرى اسرائيليات محتجزات لدى كتائب القسام في قطاع غزة وتسليمهن الى الصليب الأحمر وسط حضور جماهيري كبير، مشاهد فاجأت العالم بعد أن ظهرت الاسيرات الاسرائيليات بصحة جيدة بعد 15 شهرا من احتجازهن، في هذا السياق ادعى مستخدمون أن الاسيرة في الدفعة الأولى ايميلي دي ماري أرادت البقاء في الاسر، وطلبت من كتائب القسام اطلاق سراح اسير آخر مكانها لكن الكتائب رفضت ، منهم من عزا رفضها لوقوعها في حب كتائب القسام، احد المستخدمين عزا ذلك الى المعاملة الجيدة التي تلقتها في الاسر، وكانت القناة ال12 الاسرائيلية قد عرضت لقاءً لهذه الاسيرة ذكرت فيه القناة أنها طلبت إطلاق أسير آخر بدلها بسبب حالته الصحية، أما عن صحة الاسيرات فقد نقل عن إحدى والدات الاسيرات أن ابنتها كانت بحالة صحية أفضل مما توقعت، وهذه الحالة ظهرت على جميع الاسيرات الاسرائيليات على عكس تسعين من الاسرى الفلسطينيين الذين أطلقت اسرائيل سراحهم في عملية التبادل كانوا قد تحدثوا عن ظروف قاسية وشهدوا كل أشكال التنكيل، ومن بينهم الاسيرة المحررة والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار التي اطلق سراحها من سجن عوفر غرب رام الله والتي ظهرت بمظهر غير مألوف بشعر أبيض وكانت نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير وذكرت أنها قضت ستة أشهر في العزل الانفرادي حتى أنها كانت تضطر الاستلقاء قرب باب السجن لكي تستطيع أن تتنفس.
وعلى صعيد الاعلام الاسرائيلي فقد ذكرت جريدة بديعوت احرنوت: هناك اجماع أن ظهور المجندات المحررات مبتسمات وقويات وبمعنويات عالية يناقض كل ما كان يقوله الساسة والاعلام وعوائل الاسيرات نفسهن من أنهن يتعرضن للاغتصاب والتنكيل وسوء التغذية والحرمان من الدواء والغذاء والماء وحتى الهواء”.
عملية إطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات أحرجت سلطات الاحتلال وأثارت إعجاب العالم
التعليقات مغلقة