الأوساط الفنية والثقافية تنعى السيناريست والكاتب والمخرج عبد الوهاب الدايني

وداد ابراهيم
تلقت الأوساط الفنية والثقافية بحزن بالغ نبأ وفاة الفنان والكاتب والسيناريست عبد الوهاب الدايني. وقد نعت نقابة الفنانين العراقيين الفقيد، إذ نشرت على موقعها بيانًا جاء فيه:
“ببالغ الحزن والأسى، تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان عبد الوهاب الدايني، الذي وافته المنية هذا اليوم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”
وكان الدايني قد وافته المنية صباح الثلاثاء، الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني الجاري، بعد أن أعلن نجله نبأ رحيله في دولة الإمارات العربية المتحدة، إثر توقف قلبه بعد معاناة مع المرض.
ويُعدّ الفنان القدير عبد الوهاب الدايني من أشهر الكتّاب في العراق، وهو من جيل قاسم محمد وعبد الله جواد وسعدون العبيدي. عمل في الإخراج المسرحي، وكان فاعلًا ومؤثرًا في المشهد الفني خلال أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي. ولعل جمهور النخب المسرحية في بغداد يتذكر أعماله الإخراجية على منصات المسرح القومي في كرادة مريم، ومسرح بغداد في البتاويين، والمركز الثقافي السوفيتي في أبي نؤاس، ومسرح الخيمة، حيث كان آخر أعماله المسرحية (الحفّارة) في كرادة مريم، بالإضافة إلى سيناريوهاته التلفزيونية والسينمائية المتعددة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات. فضلاً عن ذلك، كان الدايني نجمًا تمثيليًا بارزًا في التلفزيون والسينما، منذ إطلالته الأولى في فيلم عروس الفرات أواخر خمسينيات القرن الماضي.
كتب عبد الوهاب الدايني أشهر سهراته التلفزيونية عبود يغني في مطلع الثمانينيات، لكنه أظهر موهبته الحقيقية ككاتب تلفزيوني، حيث قدّم العديد من الأعمال التلفزيونية المهمة، مثل: جذور وأغصان، أيلتقي الجبلان، فائق يتزوج، الملاذ الآمن، عندما تُسرق الأحلام، بياع الورد.
أما في مجال التمثيل، فقد شارك في أعمال عدة، منها: عروس الفرات، الملاذ الآمن، رجال الظل، الحب والفأر والكمبيوتر. وفي عام 1966، أخرج مسرحيات البيت الجديد، العطش، القضية، الحفّارة.
عُرف الدايني بغزارة إنتاجه وإبداعه الفني، فقد كتب في النقد، وألّف سيناريو فيلم فائق يتزوج، كما كتب تمثيلية الصرخة المستوحاة من قصة قصيرة لنجيب محفوظ.
وفي سياق نعيه، استذكرت بعض الشخصيات الإعلامية والفنية مسيرته، حيث نشرت مقدمة البرامج والشاعرة علياء المالكي لقاءً أجرته معه، تحدث فيه عن حياته وإبداعه وسيرته، قائلاً:
كنت طالبًا في معهد الفنون الجميلة، وكان من المعاهد المهمة، لا يقل أهمية ورفعة عن أي معهد في لندن أو إيطاليا أو أي مكان في العالم، لما كان يتمتع به من التزام بالمناهج الفنية. أثناء دراستي، رُشحت لأكون بطل فيلم (عروس الفرات) للمخرج عبد الهادي مبارك، حينها اكتشفت أن النجومية مهمة، ما زاد من ثقتي بالفن. بعدها، غادرت إلى روما لدراسة السينما، لأن المنحة الدراسية لم تكن تشمل المسرح، فدرست السينما وعملت مساعد مخرج مع كبار المخرجين الإيطاليين. صار طموحي أن أعرف كيف أقدم نفسي للجمهور وأرضي تطلعاته.
درست في إيطاليا في معهد السينما التجريبي، وفي الجامعة الدولية للإخراج السينمائي والسيناريو، وحصلت على موافقة من شركة إنتاج كبيرة، حيث بدأت كمساعد مخرج مبتدئ. ومن خلال التجربة العملية، اكتشفت أن كل ما درسته لا يقاس بما رأيته، فقد كنت أرى كيف يتم بناء شارع كامل مطابق لما هو موجود في إيطاليا داخل استوديو، وعرفت أن التمثيل داخل الاستوديو أفضل من الناحية الإنتاجية مقارنةً بالتصوير في الشارع، إذ يتيح إعادة اللقطات أكثر من عشرين مرة حتى يحصل المخرج على المشهد المثالي. عملت مع كبار مخرجي السينما الواقعية الجديدة في إيطاليا، إلى أن عدت إلى العراق لنقل ما تعلمته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة