سمير خليل
المدرسة، الروض الملون بألوان الملائكة، ميدان المعرفة والفكر والتقدم. يستضيف فلذات أكبادنا منذ نعومة أظفارهم وحتى شبوبهم رجالا ونساءً.
هذه المدرسة بجانب ما تضمه من مناهل العلم واللغة، فهي أيضا ميدان لتفتق المواهب لدى الطلبة في الفنون والآداب والرياضة. ولعل ما يمنح المدرسة صفة الأمان لدى عوائل الطلبة، كونها ساحة للرياضة وميدان للفنون والثقافة محصور بين أربعة أسوار أمينة، بحيث لا تتعدى أنشطة الطلبة “اللاصفية” حدود المدرسة.
هذا الأمر وهذا الميدان الأمين شجع الطلبة على إطلاق ما في قرائحهم ومشاعرهم من نزعة للفنون والآداب والرياضة أيضا، فغالبا ما نشاهد الأنشطة المدرسية اللاصفية كالمسرح والتشكيل والموسيقى والخطابة تنتشر بين المدارس وعلى شكل مسابقات بريئة محمومة يطلق كل طالب صوت موهبته فينتج عن ذلك مهرجانات وكرنفالات ملونة بألوان المتعة والفائدة والجمال.
هنا في بلدنا العزيز الذي يزخر بالطاقات والمواهب الخلاقة، كانت المدرسة ولاتزال الينبوع الصافي الذي يرفد الحياة الفنية والثقافية بالمواهب التي تسير بثقة لتصبح أسماءً ونجوما لامعة في المستقبل، وليس أدل من أسماء برعت في التمثيل والغناء والتشكيل والموسيقى والآدب، تسربلت من تحت رداء المدرسة وحفرت أسماءها في سفر الابداع العراقي الثر.
وزارة التربية التي تعد الراعي الأول والأهم لأبنائنا وبناتنا على رحلات صفوف مدارسنا، تعمل جاهدة لرعاية واحتضان هذه المواهب التي تتنفس هواء الابداع النقي من حيث الاهتمام وفتح أقسام النشاط الفني في كل مديرية من مديريات التربية على عموم العراق.
هذه الأقسام تضم مشرفين من ذوي الاختصاص، ومن كل منافذ الفنون، المسرح والفنون التشكيلية والموسيقية والخطابة، وسنويا تقام مختلف المهرجانات والمسابقات وعلى مدار السنة الدراسية، وتحتضن محافظاتنا العزيزة هذه المسابقات والمهرجانات وبشكل دوري حيث يلتقي أبناؤنا وبناتنا ومن مختلف المحافظات في تجمع أخوي يتنافسون بعرض مسرحياتهم وموسيقاهم وفنونهم التشكيلية، من رسم ونحت وفنون يدوية ومسابقات للخطابة والقصة والشعر، ينتهي بتفوق أحدهم على الآخر، وبشكل نقي ونبيل. وفي النهاية فالكل فائز مادامت الفائدة تحققت، في وقت تكشف هذه اللقاءات عن النفيس من المواهب وفي مختلف الفنون والآدب.