إعداد – سمير خليل:
صباح فخري، واحد من قمم الاصوات العربية الكبيرة، برع في الغناء العربي الفصيح وفي المواويل والقدود الحلبية التي صارت تعرف من خلال صوته، يملك حنجرة صافية، تربى صوته على النغم الشجي وبرع في القراءة الموسيقية أوالتنغيم “الصولفيج”، ماجعله يقف في مصاف عمالقة الغناء العربي.
ولان الاجيال الموسيقية والغنائية تحتاج طاقة وقدرة تعليمية تأخذ بهذه الاجيال عبر بحور الموسيقة والنغم الشجي وفق اسلوب تدريسي منظم فقد فتح هذا الفنان الكبير معهدا لتعليم الموسيقى والغناء عرف ب”معهد صباح فخري للموسيقى” ، وبعد الاحداث الاخيرة التي ضربت الواقع السوري تضاربت الأنباء حول إغلاق الإدارة السورية الجديدة لمعهد موسيقي شهير في حلب.
فقد تناقل عدد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن خبر مسؤولية الإدارة السورية الجديدة عن إغلاق معهد “صباح فخري” المطرب الشهير في المحافظة الواقعة شمال البلاد.
إلا أن مصادر مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة نفت الأمر جملة وتفصيلاً.
وأوضحت أن “نشاط المعهد توقف فعليا في 28 من شهر تشرين اول الماضي 2024، أي قبل بدء عملية ردع العدوان، ما ينفي صحة بعض الروايات المتداولة عن مسؤولية السلطة الجديدة في إغلاقه”،
إلا أنها لفتت إلى أن “قرار إعادة فتح المعهد أو إغلاقه بشكل دائم غير معروف”، وفق ما نقلت وكالة “د.ب.أ”.
وكان هذا المعهد أُسس عام 1958 ليكون ضمن أهم المؤسسات الموسيقية في سوريا، إلى جانب معهد صلحي الوادي في دمشق.
فيما عُرف باسمه الجديد “معهد صباح فخري للموسيقى” منذ عام 2006، تكريمًا للفنان السوري الراحل.
هذا وضم سابقا نحو 230 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عامًا، وعمل فيه نحو 20 أستاذًا، قدموا تعليمًا موسيقيًا بأسعار رمزية، كما تعلم فيه كبار الفنانين السوريين.
إلا أن المعهد عانى على مدى سنوات من حكم نظام الرئيس السابق بشار الأسد من إهمال شديد، شمل نقص التمويل، وتهالك الأدوات الموسيقية، وانعدام التدفئة، فضلاً عن ضعف الأجور الرمزية للأساتذة، والتي لا تتجاوز 1500 ليرة سورية (نحو 10 سنتات) للحصة الواحدة”.
وخلال الأشهر الأخيرة، تم اتخاذ إجراءات أوقفت نشاطه بالكامل، شملت عدم استقبال الطلاب والأساتذة، وتخفيض دوام الإداريين إلى يومين فقط في الأسبوع، مع تفكيك أجهزة الطاقة الكهربائية ومصادرة الوقود اللازم للتدفئة، وفق ما أفاد تلفزيون سوريا.
وصباح فخري فنان سوري، من مشاهير الغناء في سوريا والوطن العربي، فنان ومغني ومن اعلام الموسيقى الشرقية، ولد في الثاني من آيار سنة 1933 في مدينة حلب بسوريا، واسمه الحقيقي “صباح الدين أبو قوس” وأخذ اسمه الفني من الفنان فخرى البارودي الذي رعاه فنيا، ويعتبر من مشاهير الغناء الطربي العربي ومن أعلام الموسيقى الشرقية الأصيلة والموشحات الأندلسية، درس الموسيقى في سن مبكرة في معهد حلب للموسيقى وبعدها في معهد دمشق، وتخرج من معهد الموسيقى الشرقية سنة 1948، من أشهر أغانيه (مالك ياحلوه مالك، قدك المياس، يا شادى الألحان، ابعتلى جواب، و يامال الشام)، اشترك في الكثير من الصور الغنائية بالإذاعة السورية، كما اشترك بالغناء فى بعض المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، منها مع الفنانة وردة الجزائرية في المسلسل الاستعراضي اللبناني (الوادى الكبير) سنة 1970.
رحل الفنان الكبير صباح فخري عام 2021 عن عمر 88 عاما، وقالت وكالة الأنباء السورية إن الفنان الراحل حاصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007، تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل.