سمير خليل
ربما يكون الطفل والطفولة من أكثر العوالم التي تشغل الناس بمختلف دولهم وطوائفهم وألوانهم ومعتقداتهم، فهذا الكائن الصغير، الرقيق، الملاك وعالمه بقيا لعقود وسنين وربما قرون محل اهتمام وبحث في جوانبه النفسية والفسلجية والاجتماعية وحتى غرائزه ومواهبه.
كلنا نحتضن أطفالا في منازلنا، أو لدى أهلنا وجيراننا واحبتنا، ولكن ما الذي قدمناه لهذا الملاك الذي يمشي على الارض؟ فما زلنا نعيش قصورا في التفكير والتعامل مع هذا الصغير، يشمل المأوى والملبس والمأكل، والحالة الصحية.
هذا الكائن الصغير بحاجة لجو ملائم لسنه، جو صاف نظيف، خال من الافكار المسمومة، مليء بالرعاية والحنان واللطف، ودراية تامة بتهيئة كل الظروف لينشئ فردا نافعا في المجتمع.
وتختلف رعاية الأطفال بين دول العالم، فهو كائن محظوظ محاط برعاية صحية واجتماعية ونفسية في الدول المتقدمة، وعلى العكس فإن حالته تثير الشجن في البلدان الفقيرة والتي قد تصل هذه الحالة أن يعمل الطفل بعمر صغير أعمالا لا تليق بعمره، ولا تكوينه الجسدي، لكي يعيل نفسه وعائلته، يضاف الى ذلك الآلاف المؤلفة من الاطفال، وهي تئن تحت قسوة الطبيعة بين حرّها وقرّها ومطرها وغبارها، تعيش في اماكن فقيرة او مخيمات الهجرة والترحيل وتكون الضحية الاولى للكوارث الطبيعية والحروب الوحشية والاقتتال بمختلف اشكاله.
بينما يعيش الطفل في العالم الاول، المتقدم في بحبوحة ويسر وأمان، بل إن برامج للترفيه عنه تكون حاضرة طوال سني طفولته، من رعاية صحية وأماكن للتعلم والتهيئة والترفيه واللعب قبل دخوله عالم المدرسة، وهناك تكون المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية شريكا حقيقيا في تربية ونشأة هذا الطفل، مما يرفع كاهل عناء تربيته من أهله وذويه الحقيقيين.
ونظرة عامة على الطفل العراقي وما يعيشه، نلاحظ اهتماما ملحوظا برعاية الطفولة من خلال المتابعة الصحية للأم خلال فترة الحمل وبعد الولادة، حيث تنتشر الفرق الصحية التي تتابع بحرص حالات نمو الاطفال وصحتهم، فيما لايزال وضع الأطفال في المدارس ورياض الاطفال دون الطموح المطلوب رغم جهود المؤسسات التربوية والصحية لمتابعة أطفالنا ورعايتهم وهم في مدارسهم وحتى في بيوتهم.