د. محمد إسماعيل القاسم
أَنَا وَاحِدٌ لَيْسَتْ كَمِثْلِيْ صُوْرَةٌ
أوْ كَانَ مِثْلِيْ فِي البَشَرْ
أَنَا تُحْفَةٌ
مَا مَسَّهَا أَبَدًا خَطَرْ
فِيْ عَالَمِ الأَزْمَانِ كُنْتُ وَلَمْ أزَلْ
مُتَرَدَدَ الطَّبَقَاتِ حَتَى غَايَتِيْ
وَمَتَى أَمُوْتُ
فَلَيْسَ عِنْدِيْ مِنْ خَبَرْ
أَنَا بَلْسَمُ الأَدْوَاءِ كُنْتُ وَهَا أَنَا
بَاقٍ أُدَاوِي النَّاسَ وَلَا أَفُرْ
مُتَقَادِمٌ نَحْوَ المَنَايَا إنَّنِيْ
أَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ شَيءٍ ذُو خَطَرْ
مَا عِشْتُ يَوْمِيْ ذَاكِرًا غَدِيَ الأَمَرْ
مَا كُنْتُ إِلَّا سَيِّدًا
بِالنَّاسِ تَحْتِيْ أَأْتَمِرْ
مَا كَانَ فِيْ كَفِّيْ غَيَاثٌ عُشْتُهُمْ
وَمَتَی أَشَاءُ الحَرْبَ فِيْهِمْ أَنْهَمِرْ
أَوْ شِئْتُ فِيْهِمْ مَا يَسُوْءُ أَعْتَصِرْ
إِنِّيْ إِذَا مَا شِئْتُ يَوْمًا أَنْتَقِمْ
فَأَهُزُّ كَفِّيْ طَائِعًا
وَأَشِيْرُ بِالسَّبَّابَةِ الوُسْطَى أَقُوْلُ إِلِى الحَشِرْ
أَنَا عَارِفٌ أَنَّ السَّمَاءَ تَظِلُّنِيْ
وَإِذَا أُخَاطِبُهَا تُحَاكِي المُحْتَضِرْ
وَالأَرْضَ تَحْمِلُ جُثَّتِيْ
فَكَأنَّمَا هِيَ فِيْ خَطَرْ
وَمَتَى أُرِيْدُ لَهَا الحَيَاةَ أَشُقُّهَا
وَبِمِعْوَلِيْ تَنْضَی تَعِيْشُ وَتَسْتَمِرْ
هِيَ تَحْتَ خِمْصِيْ جَاثِمَةْ
وَالْلَيْلُ يُرْعِبُهَا وَمَا هِيَ قَائِمَةْ
تَدْرِيْ بِأَنِّيْ دَائِمًا أبْقَى لَهَا
ذَاكَ المُدَاوِيْ .. طَالَمَا
آنَسَهَا مِنِّيْ وُجُوْدٌ مُزْدَهِرْ
يَا عَالَمَ النِّسْيَانِ هَاكَ مَقَالَتِيْ
وَمَتَى تُرِيْدُ بِأَنْ تَضُمَّ وَصِيَّتِيْ
أَوْ صُوْرَتِيْ
وَمَقَالَتِيْ
َأدْرِيْ بَأَنْ لَا لَنْ تَرَى
أَبَدًا حَيَاةً هَانِئَةْ
دَعْ صُوْرَتِيْ
وَوَصِيَّتِيْ وَمَقَالَتِيْ
تَبْقَى لأَجْيَالٍ تُرِيْدُ هَوِيَّتِيْ
تَبْقَى كَمِثْلِ الرِّيْحِ تَعْصِفُ هِمَّتِيْ
مِثْلُ الطُّيُوْرِ الصُّبَحَ تَرْقُصُ غَايَتِيْ
إنِّيْ أَنَا الوَهَجُ الَّذِيْ لَا يَنْضَوِيْ
وَمَتَى أَشَاءُ الضَّوْءَ أَبْقَى لَامِعًا
فِيْ عَالَمِ الأَحْيَاءِ تَبْقَى حِدَّتِيْ
كَيْ يَأْنَسُوْا
كَيْ يَنْظُرُوْا مَنْ ذَا أَنَا