سمير خليل
جرت العادة وخلال الاحتفال ليلة وداع العام المنصرم أن تطفأ الأضواء قبل حلول منتصف الليلة وسط صمت المحتفلين ودوران الأمنيات داخل نفوسهم حتى تضاء الأماكن من جديد.
وخلال هذا الاحتفال عادة ما تتنوع هذه الأمنيات وتتعدد وتتمدد بين الشخصي والعام، أما على مستوى الناس وفي كافة أماكنهم فتكون ساحة هذه الأمنيات أكبر، كما أنها تبتعد كثيرا عما هو رومانسي أو عاطفي على مستوى محدود.
تتعدد أمنياتنا خلال العام الجديد، ونحلم أن تتحقق، رغم أنها في أغلب الأوقات تظل في حدود الحلم، نحلم أولا بوطن آمن جميل تسوده المحبة والوئام ويعمه السلام والأمان، نحلم أن تتمتع مدننا وشوارعنا ومدارسنا ومعاملنا بالأمان وسط إضاءة المدن وتوهجها ليل نهار.
نحلم أن تسود العدالة وتتساوى كفة ميزانها باتجاه إحقاق الحق والانتصار لأصحابه، وأن تكون الخدمات الصحية بمستوى التحديات، بحيث يجد كل مريض علاجه دون أن يناله التعب بالبحث عن هذا الدواء.
أن تكون التربية والمدرسة رياضا للبراعم والزهور كي تتّزين بقلائد العلم وأن تتشبع أفكارها برحيقه، ليكون وسيلة لبناء مجتمع ودولة متقدمة من خلال نبوغ أبنائها وبناتها في مختلف جوانب العلم والثقافة.
وللإبداع والشغف الفني مكان في بوتقة الامنيات، أن يكون المسرح زاد للناس، تتشبع بقصصه ومضامينه، مثلما نتمنى أن تصدح الموسيقى والأغاني الهادفة كي تطرب الأرواح وتجلي النفوس وتمتعها، أن تنتشر الألوان الزاهية لتلون الجدران واللوحات مثلما تنتشر النصب والتماثيل التي تخلد مآثرنا وأبطالنا وقيمنا.
ولا ننسى الجانب الرياضي، أن تنتشر الرياضة لتشمل الجميع فهي غذاء للروح، مثلما هي غذاء للجسم، أن تتوفر وتنتشر الملاعب متنوعة الألعاب وتشكيل فرق رياضية مختلفة تضم كل الأعمار.
وأخيرا: نتمنى أن تتماسك قلوبنا ونفوسنا داخل الأسرة والمدينة وعلى مستوى الوطن الجميل.