وداد إبراهيم
هل في بيتك مكتبة؟ هل هناك زاوية في بيتك فيها رفوف تحمل كتبًا أو مجلات؟
عُرف أهل بغداد بأن بيوتهم كانت تضم أكبر المكتبات، وغالبًا ما تكون المكتبة في غرفة الاستقبال أو في صالة الجلوس. اعتمد الكثير من العوائل على شراء الكتب القيمة والاحتفاظ بها مثلها مثل أي قطعة مهمة من البيت.
وقد أكد باحثون أن وجود المكتبات بالمنازل يعزز الممارسات الاجتماعية الإيجابية للمراهقين ويدوم تأثيرها بعد أن يصبحوا كبارًا. وقالوا: إن وجود الكتب في المنزل يخلق أثرًا إيجابيًا باقياً، ويعزز المهارات في مجال القراءة الفعالة التي تساعد على المشاركة في المجتمع وإنجاز الأهداف الشخصية، وفي مجال استخدام الرياضيات في الحياة اليومية، وفي مجال استخدام التكنولوجيا الرقمية للاتصال بالآخرين، بالإضافة إلى جمع وتحليل وتركيب المعلومات، والفوائد التي يجنيها الصغار من آبائهم المتعلمين.
وأضاف الباحثون: إن أكبر التأثيرات الإيجابية للمكتبات المنزلية هو تعزيز القدرة على القراءة، موضحين أن نمو الأطفال مع كتب قليلة بالمنزل يرتبط بمستوى أدنى من المتوسط في القدرة على القراءة والكتابة، بينما وجود أكثر من 80 كتابًا يرفع هذا المستوى ليصل به إلى المتوسط. إذ لاحظ الباحثون أن القدرة على القراءة والكتابة تزيد طردًا مع زيادة عدد الكتب بالمنزل إلى 350 كتابًا، وبعد هذا الرقم تفقد زيادة عدد الكتب تأثيرها.
وأثارت النتائج المذكورة للدراسة أسئلة مهمة مثل: هل تزول هذه النتائج مع اضمحلال أهمية الكتب الورقية بوصفها مصادر للمعرفة في هذا العصر الرقمي؟ وكيف يتسبب نمو الناس وسط الكتب في أن يتمتعوا بمهارات فنية أكبر؟
ويقول فريق البحث: إن الأثر الإيجابي للمكتبات المنزلية لا يزال مستمرًا حتى في هذا العصر الرقمي. كما أن ترعرع الأطفال وسط آباء يقرأون، يحبب لهم الحصول على المعارف بالقراءة، لأن الأطفال عمومًا يميلون لتقليد آبائهم.
هل في بيتك مكتبة؟ هذا السؤال وضعته أمام البعض.
السيدة أم سنان قالت:
“أنا أحتفظ بمكتبة والد زوجي في غرفة الاستقبال، ولكن قليلًا ما أحاول أن آخذ كتابًا للقراءة. لكن وجدت أن أبنائي يكثرون من السؤال عمن كان يقرأ هذه الكتب؟ وأتحدث لهم عن أن والد زوجي هو طبيب، لكنه كان يحب قراءة الكتب العلمية. أجد أنه من المهم أن يكون في زاوية من البيت مكتبة فيها الكتب والقصص والمجلات، حتى المجلات القديمة. من الممتع تصفحها والعودة إليها. البعض يعتقد أن وجود المكتبة هو للمظهر وليس لأهمية المكتبة في البيت
أسعد جبار، معلم، يقول:
“في هذه المرحلة، حيث سيطرة العالم الرقمي على أذهان الأطفال والشباب وابتعاد الأبناء عن القراءة، لذا من المهم أن يكون في البيت مكتبة. ونحدد في المدارس يومًا للقراءة في أروقة المكتبة، أو ندعو الطلبة لجلب كتاب من البيت وقراءته في يوم القراءة. أو يحدد معلم اللغة العربية وقتًا للقراءة ويعمل في ذلك مسابقة لأفضل كتاب أو أفضل قارئ. وهكذا يجب أن نشجع أولادنا على القراءة، بالأخص الأطفال. أذكر أننا تربينا على قراءة المجلات والقصص القصيرة من دور النشر العراقية والعربية. ولا تخلو أي مدرسة من مكتبة، وهناك درس للقراءة في المكتبة”.
هل في بيتك مكتبة تثير فضول أطفالك للقراءة؟ مشهد المكتبة في البيت ضرورة لتحدي العصر الرقمي
التعليقات مغلقة