بغداد – الصباح الجديد:
بالأمس القريب، كان نشر الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أمرا غير مقبول، لدى كثير من العوائل، حتى المتحررة، أو التي لا مشكلة لها مع أي تصرف، يقوم به أولادها أو بناتها. أما اليوم، فلم يعد هنالك شيء غير مقبول، فكل ما كان محظورا، نجده اليوم مباحا. في مواقع التواصل الاجتماعي، من فيس بوك وتيك توك، نجد مئات الحسابات الشخصية الخاصة بفتيات مراهقات، ينشرن صورا لهن، داخل غرف النوم، وفي الصف الدراسي، حيث يقوم المدرس بشرح الدرس، بينما المراهقة، تقوم بعمل بث مباشر! أخرى تقوم بحركات رقص وإغراء. أخرى…
كل تلك المقاطع والصور، إنما تكشف عن واقع مجتمعي جديد، واقع غير مألوف، يسعى بالتدريج الى هدم الأعراف التي كانت سائدة مئات السنين، وإحلال قيم وأعراف جديدة، قائمة على مفاهيم مختلفة عن الأولى كليا، وتؤسس وتشرعن لأخلاق جديدة، ومبادئ مجتمعية جديدة، ترتكز على التضييق من مساحة الممنوعات والمحرمات، وتوسيع دائرة المباحات، سواء فيما يخص اللبس والتصرف.
يقول المواطن علي شهيد علي: لم نعتد على مشاهدة فتاة بعمر صغير، وهي تقوم بأفعال تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا، أفعال بعيدة كل البعد عن القيم التي تربينا عليها، ونشأنا نحن وآباؤنا على احترامها، وتربية أبنائنا عليها. فالحشمة، والرزانة، والاستخدام السليم لوسائل التواصل الاجتماعي، من أهم الأمور التي أسعى لغرسها في عقول أبنائي، وأحاول تعليمهم على الالتزام بالتعاليم التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى.
مواطن آخر وهو فاضل عبيد جبر، يقول: أستغرب جدا، هذه الأفعال التي تجري أمام الناس، ولا أعلم أين دور الأهل في متابعة أبنائهم! سابقا كان هذا الشيء يمارس في الخفاء، أما اليوم، ففي العلن، وعلى البث المباشر! وإن استمرار الكثير ممن يقومون بتلك الأفعال بشكل شبه يومي، يؤكد موافقة الأهل على ذلك، بل هناك آباء وأمهات يدعمون أبناءهم وبناتهم، لغرض كسب المزيد من المشاهدات والمتابعين، حتى يتمكنوا من الحصول على أموال جراء زيادة نسبة المشاهدات للمقاطع التي تنشر لأبنائهم، حتى لو كانت تلك المقاطع مخلّة!
حبيب الصبري، وهو مواطن من بابل، تساءل عن دور الأجهزة الأمنية من هذه التصرفات، وهل يصح السكوت عن تلك الأفعال التي تسعى لهدم قيمنا الاجتماعية! هل يندرج التعري والتلفظ بالكلام البذيء، تحت مفهوم الحرية؟ كيف يمكننا أن نحمي بناتنا وأبناءنا من المحتوى المسيء، وهو يكاد ينتشر كالهشيم، كما أن تلك المقاطع تظهر لك، رغما عنك عندما تتصفح الفيس بوك، والسبب أن هنالك جمهور كبير يتابعها، ويساهم بنشرها. إننا نعاني من حرية مفرطة، في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تمت الاساءة بشكل كبير لكل شيء، من قيم وأخلاق، ومبادئ، بقيت صامدة بوجه الزمن مئات السنين، وها هي اليوم، تتهاوى مع أول سنة ابتلينا بها بالفيس بوك والتيك توك وغيره من المواقع التي لو استخدمناها بشكل صحيح، لما وصلنا الى هذه المرحلة.
انتشار المظاهر السلبية لبعض المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي
التعليقات مغلقة