وداد إبراهيم
بدأت كوادر شبابية بالدخول إلى عالم المسرح من بوابة التمثيل والإخراج والكتابة، حيث يستلهم جيل الفنانين الشباب عزيمتهم للنهوض بمسرح المحافظات من الرواد الذين تركوا بصمة كبيرة في المسرح العراقي. هؤلاء الرواد قدموا من المحافظات إلى بغداد، حيث وقفوا على خشبات مسارحها وأسهموا في نهضة كبيرة للمسرح العراقي، الذي أصبح مدرسة فنية عربية، متميزة بمشاربها في الكوميديا والتجريب والمسرح الجاد، ما جعله يحظى بمكانة مرموقة على الصعيد العربي.
الشابة سحاب رزاق، واحدة من هؤلاء الطموحين الذين يسعون لإثبات ذاتهم في هذا المجال. بدأت رحلتها في كواليس المسرحيات، بين التمثيل والعمل ضمن الفرق المسرحية، مما زرع فيها حلم الوصول إلى خشبة المسرح ككاتبة أو ممثلة أو مخرجة. قادها شغفها بالكتابة إلى تحقيق إنجاز مبكر بحصولها على جائزة عن عملها المسرحي موت أحمر في مهرجان الحبوبي الدولي لعام 2024.
في حديثها مع “الصباح الجديد”، تقول رزاق: “بدأت الكتابة في الشعر والمسرح منذ سن مبكرة، وكنت من المتابعين للأعمال المسرحية في مدينتي ذي قار. هذه المدينة التي أنجبت كبار نجوم المسرح والغناء والتمثيل والإخراج للمسرح والسينما، تحمل إرثًا فنيًا كبيرًا”.
وتضيف رزاق: “هذا التاريخ الفني جعلني أعشق المسرح وأراه فنًا يرتقي بالشعوب. وجودي في الفرق المسرحية وكواليس المسرحيات كان له دور كبير في تفجير موهبتي في التمثيل والكتابة المسرحية. بالإضافة إلى شغفي بالشعر، أصبحت أكتب للمسرح بلغة شاعرية، مع دعم من الأهل والأصدقاء، ما عزز حبي لهذا المجال. كما كنت أقرأ عن المسرح العراقي والعالمي وأستلهم من أعمال رواد المسرح العراقي مثل النخلة والجيران، البستوكة، وبيت وخمس بيبان، بالإضافة إلى الأعمال التي برزت في المهرجانات العربية”.
وأشارت رزاق إلى أنها شاركت في ورشة للكتابة المسرحية أقامها الكاتب عبد النبي الزيدي. وتابعت: “بعد انتهاء الورشة، أصدرنا كتابًا بعنوان رقم سومرية، وشاركت فيه بعمل مسرحي. كما فازت مسرحيتي مكروفيليا بجائزة في مسابقة أدب الشباب التي نظمها اتحاد أدباء ذي قار. وفي مهرجان الحبوبي الدولي السابع الذي أقيم في نهاية تشرين الثاني الماضي في ذي قار، فازت مسرحيتي موت أحمر بالمركز الثاني.
وعن مضمون موت أحمر، توضح رزاق: “تناولت المسرحية ما تعرضت له المرأة خلال احتلال داعش لمدينة سنجار، من بيع واستعباد وتعنيف جسدي ونفسي. المسرحية تبرز الجرائم المروعة التي ارتكبت ضد النساء، وكيف أن بعضهن ما زلن في قبضة التنظيم، بينما تحمل الناجيات ندوبًا نفسية وجسدية عميقة”.
واختتمت حديثها قائلة: “أعتبر المسرح أداة للدفاع عن حرية المرأة والقضايا الإنسانية. الفن ليس مجرد ترفيه أو متنفس، بل هو صوت من لا صوت له. قبل كتابة موت أحمر، أجريت بحثًا معمقًا عن معاناة النساء الإيزيديات تحت سيطرة داعش، ما جعلني أؤمن بأن الكتابة المسرحية وسيلة للدفاع عن القضايا الإنسانية”.
سحاب رزاق: الكتابة المسرحية هي صوت من لا صوت له
التعليقات مغلقة