بغداد ـ وداد إبراهيم:
اختتمت جمعية الفنانين التشكيليين نشاطاتها للعام الحالي 2024 بمعرض النحت العراقي السنوي، الذي أقيم في قاعة الجمعية الكائنة في المنصور، صباح السبت الرابع عشر من كانون الأول الجاري. شهد المعرض حضور حشد من الفنانين، يتقدمهم رئيس الجمعية قاسم سبتي، إلى جانب عدد من المهتمين بالفن التشكيلي العراقي وممثلين عن معهد غوته الألماني. وشارك في المعرض 60 نحاتًا قدّموا أعمالًا عكست مستوى فن النحت في عموم العراق، واتجاهاته وأساليبه السائدة في المشهد التشكيلي العراقي.
وكانت الجمعية قد أعلنت في وقت سابق أن معرضها الأخير لهذا العام سيخصص لفن النحت، وأن الأعمال المشاركة ستخضع لتقييم لجنة اختبار الأعمال، المؤلفة من الناقد والكاتب جواد الزيدي، والنحات طه وهيب، والرسام حسن إبراهيم، والفنانة سميرة مرزة.
زينت القاعة أعمال جسّدت ما تعرضت له الأهوار من جفاف، فيما قدم عدد من الفنانين منحوتات استلهمت حضارة وادي الرافدين، مع حضور بارز لعنصر المرأة في العديد من الأعمال.
قال الفنان قاسم سبتي، رئيس الجمعية والمشرف العام على المعرض: “نطل اليوم بمعرض جديد نستعرض فيه أعمالًا تمثل أجيالًا مختلفة من النحت العراقي، أجيال تمسكت بتلابيب النجاح رغم قسوة الواقع وتداعياته الأليمة. والأقسى من ذلك هو الصمت الحكومي تجاه دعم شريحة الفنانين التشكيليين والنحاتين، إذ لا يوجد اقتناء لأعمالهم الإبداعية ولا حضور لأنشطتهم الثقافية”.
من جانبه، أشار الفنان ميثم السنبسي، أحد المشاركين في المعرض، إلى أن المعرض تميز بالأعمال الخشبية التي تميل للواقعية أكثر من التجريد. قال: “أغلب الأعمال بعيدة عن التطور الحاصل في فنون النحت عالميًا. الواقعية أصبحت مستهلكة في دول العالم، والمعرض يفتقر إلى أعمال تحمل عنصر الصدمة أو تدخل عالم الخيال. على الرغم من ذلك، فإن الأعمال جميلة وتمتلك عناصرها الفنية. الجمعية تتيح للفنانين عرض أعمالهم دون فرض برنامج محدد، لكنها تراعي الذوق العام، مما جعل المتلقي على دراية مسبقة بمعظم الأعمال، وهو ما يؤثر على عنصر المفاجأة”.
يعتبر عدد من الفنانين أن معرض النحت العراقي من أهم المعارض التي تجمع الفنانين، لما يقدمه من فرصة للتعرف على تطورات فن النحت العراقي، حيث يمثل المعرض مقياسًا للإبداع والإنجاز النحتي. خاصة أن النحت يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين، إضافة إلى مستلزمات وعناصر فنية لإنجاز العمل.
يُعرف النحت العراقي بأنه أحد أهم الفنون التشكيلية في تاريخ الفن العراقي، وله إرث عريق قدم خلاله النحاتون العراقيون أعمالًا خالدة زينت الساحات والحدائق والشوارع. من أبرز تلك الأعمال نصب الحرية للفنان الكبير جواد سليم، الذي يعد سجلًا مصورًا يروي تاريخ العراق عبر رموز مزجت بين القديم والحداثة، مستوحاة من الفنون والنقوش البابلية والآشورية والسومرية. كما تزين بغداد أعمال النحات محمد غني حكمت، ومنها شهرزاد وشهريار، والفانوس السحري، وآخرها تمثال “إنقاذ الثقافة”.
جمعية الفنانين التشكيليين تختتم نشاطاتها لعام 2024 بمعرض النحت العراقي
التعليقات مغلقة