كيفية ادارة التوتر

أ.د. نورية العبيدي

تطرقنا في مقال سابق للتوتر وتأثيراته السلبية المباشرة وغير المباشرة على صحة الانسان الجسمية والعقلية، وعلى جميع نواحي حياته الاسرية والاجتماعية والمهنية وغيرها. ويصبح من الأهمية بمكان التطرق الى كيفية إدارة التوتر لنعش حياة هادئة هنية سوية أو أقرب الى السواء بقدر الامكان.

في الواقع، لا توجد وصفة جاهزة لخفض التوتر أو إدارة التوتر يمكن اعمامها على الجميع. فلكل شخص ظروفه الخاصة، وخبراته، وقدراته العقلية الخاصة التي تتضمن طريقة إدراكه للواقع، هل هو إدراك صحيح أم خاطئ، وكيف يفكر، ومستوى الوعي لديه والفهم والاستبصار. فضلا عن سمات شخصيته: هل هو مثلا شخصية منبسطة ام منطوية، أو هو شخص متشائم ام متفائل، كريم أم بخيل، متصلب أم مرن، اجتماعي أم منعزل عن الاخرين، يميل الى المرح أم الى الحزن، شخصية متسامحة تعرف أن تتغاضى عن سلبيات الاخرين وتتخطاها، أم يتذكر كل صغيرة وكبيرة ويدور حول المواضيع القديمة ولا يغادرها، هل هو مؤمن بالله وقريب اليه تعالى أم هو بعيد. فكل هذه السمات أو تلك أو غيرها تساهم في كيفية تعامل الفرد مع الضغوط التي تسبب التوتر. ومع ذلك هناك نصائح عامة يمكن أن تساعد جميع الأفراد في إدارة التوتر وهي الآتي:

  1. المتوكلون على الله في كل أمر، ومؤمنون أنهم بعد التوكل عليه تعالى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، هؤلاء هم أقل الناس توترا في ظل ظروف متشابهة!
  2. الاحسان والعطاء سواء ماديا أم معنويا أم علميا. سيجلب لك راحة البال وسعادة الروح من حيث لا تخطط ولا تحتسب. فسعادة العطاء تفوق سعادة الأخذ بمراحل للإنسان السوي!
  3. لا تترك مشكلة أو أمرا يسبب لك القلق ويعيق حركتك العادية في حياتك من دون حسم، فما من شيء يرفع من مستوى التوتر أكثر من القلق.
  4. تجنب التأجيل والتردد والشك، فهي ليست فقط لصوص تسرق منك النجاح، إنما هي أيضا تزيد من حالات التوتر.
  5. أشغل نفسك دائما. فكلما تشغل نفسك أكثر خلال اليوم ستكون أكثر استرخاء، وسيكون نومك في الليل هانئا وبالتالي أقل تعرضا للتوتر.
  6. تعلم التسامح وترك التذمر ومحاسبة الآخرين والعتاب والبحث عن المشاكل أو الفضول بما يتعلق بشؤون الآخرين والتفكير فيهم. فكر فيهم فقط أن كانوا بحاجة لدعمك أو مساعدتك.
  7. الحفاظ على شبكة دعم اجتماعي صحية، والابتعاد عن الاشخاص السلبيين أو التغاضي عنهم.
  8. واضب على التمارين الرياضية بانتظام، بحسب سنك وصحتك، وهناك كل أنواع التمارين في الشبكة.
  9. الحصول على كمية كافية من النوم كل ليلة، واستيقظ مبكرا في وقت محدد حتى تعتاد عليه، لتستمتع بسحر الفجر، ومن ثم شمس الشروق، وحاول أن تأخذ إفطارك تحت أشعة شمس الصباح، فلن تشعر حينها بأي نوع من التوتر! بل العكس تماما، ستكون في أفضل حالاتك!
  10. حاول قدر الإمكان تجنب التعرض للقصص الإخبارية المزعجة على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون والصحف.
  11. تناول نظامًا غذائيًا مغذيًا ومتوازنًا. لا تحرم نفسك من أي طعام حلال ولكن لا تسرف! فعندما لا تشعر بالتقصير تجاه نفسك سينخفض لديك مستوى التوتر!
  12. جرب تقنيات تقليل التوتر، مثل التنفس العميق والاسترخاء والتأمل والمساج.
  13. إن لم تجد شخصا جديرا بالثقة لتحكي له ما يهمك، أكتب أي شيء تحتاج أن تحكيه. حتى وإن تمسحه فيما بعد، المهم أن تفضفض وترتاح، فلا تكبت شيئا مزعجا في داخلك، ولا تخفي غضبك أبدا! فسيؤذي ذلك جسمك الآن أو فيما بعد، فضلا أن ما نكبته هو السبب الرئيس للتوتر المزمن المستمر!
  14. تجنب الكحول والتبغ وتعاطي المخدرات.
  15. لا تضغط على نفسك أكثر من طاقتك. فهذا النوع من الضغط يزيد كثيرا من توترك! فعليك قول (لا) أحيانا! وفوّض بعض المهام والأعمال سيما (الروتينية مثل أعمال المنزل) لآخرين، وتفرغ أنت للمهام التي لا يمكن لغيرك أدائها.
  16. أكثر ما استطعت من تجمعات الأهل والأصدقاء على وجبات الطعام سواء في المنزل أم في سفرات جماعية، فمن شأن تلك التجمعات أن تخفف الكثير من التوتر وتحسّن المزاج وتقوي المناعة ضد الامراض الجسمية والنفسية.
  17. الاحضان مهمة جدا في خفض التوتر، فلا تتردد في حضن أفراد أسرتك فردا فردا بدءا من كبار السن وانتهاء بالأطفال، وكذلك الحيوانات الأليفة.

وأخيرا حاول أن تراقب بنفسك أي سلوك يجعلك أقل توترا، وأكثر راحة نفسية وروحية ويجعلك أكثر استرخاء افعله من دون تردد طالما لا يضر احدا ولا يغضب الله، وساعد نفسك بنفسك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة