بغداد ـ الصباح الجديد:
قالت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» في العراق، امس الأربعاء، إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الحاكم تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، بحصوله على 39 مقعداً، مما يؤهله لقيادة الحكومة الإقليمية المقبلة.
وأضافت «المفوضية»، في مؤتمر صحافي، أن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، منافس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» والشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، جاء ثانياً بحصوله على 23 مقعداً، وذكرت أن نسبة مشاركة الناخبين المسجلين بلغت 72 في المائة.
ومع ضعف أحزاب المعارضة، فمن المرجح أن يواصل «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني» الحكم معاً. وهما يتقاسمان السلطة منذ عام 1992، لكن النتائج تشير إلى أن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني سيكون مهيمناً.
وكان من المقرر في الأصل إجراء الانتخابات عام 2022، لكنها أُجلت مراراً بسبب خلافات بين الحزبين.
ويتوقع محللون ومسؤولون إقليميون أن تؤدي الخلافات غير المحسومة بين الطرفين إلى تعقيد محاولات تشكيل الحكومة الجديدة.
وجاء أكبر حزب معارضة كردي، وهو «الجيل الجديد»، في المركز الثالث بفارق كبير؛ إذ حصل على 15 مقعداً.
ووفقا لنتائج الانتخابات الحالية، فإن الحزب الديمقراطي سيتمكن من جمع نحو 44 مقعدا بعد انضمام كوتا الأقليات التركمانية والمسيحية إلى جانب أعضاء دخلوا منفردين للانتخابات، وسط تسريبات عن وجود تفاهمات مع نواب إسلاميين للتحالف للحصول على أكثر من نصف عدد أعضاء البرلمان، ما يمنح البارزاني أريحية تشكيل الحكومة وضمان معارضة ضعيفة لها داخل البرلمان.
وبحسب رئيس المفوضية العليا للانتخابات العراقية عمر أحمد، فإن نسبة المشاركة الكلية في الانتخابات بلغت 72.06% في عموم مدن الإقليم. وحلّ الحزب الديمقراطي الكردستاني أولا في أربيل ودهوك وثانيا في السليمانية، بينما حصل مناصفة في حلبجة على مقعد واحد ومثله لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
ورغم أريحية النتائج الحالية للحزب الحاكم في إقليم كردستان، فإن عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شيروان الدوبرداني قال للصحافيين إن “تشكيل حكومة كردستان سيتأخر وفقاً لنتائج اليوم. وسنشكل لجنة لزيارة جميع الأحزاب الفائزة للتفاوض”، لافتاً إلى أن “رئاسة الحكومة ستكون للحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا غير قابل للتفاوض”، وأضاف: “نحن الفائز الأول ومن غير المقبول أن نعطي رئاسة الحكومة“.
وفي وقت سابق، قال عضو شعبة الإعلام والعلاقات في هيئة الانتخابات بإقليم كردستان زانا عثمان إن “المرشحين والأطراف الذين لديهم ملاحظات على نتائج التصويت يستطيعون الطعن في النتائج بعد إعلان النتائج النهائية ولمدة ثلاثة أيام”. وقبل صدور نتائج الانتخابات النهائية، قال القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف إن “حزبه يسعى لتصحيح مسار الحكم في الإقليم، خصوصاً أن وضعه الحالي أفضل بكثيرٍ من السابق من حيث عدد المقاعد بعد إعلان نتائج الانتخابات”، مضيفاً في حديثٍ صحافي أن “أي حزب من الفائزين لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، بالتالي فإن الاتحاد أعلن نيته مشاركة باقي الأحزاب في تشكيل الحكومة الجديدة”.