على قاعة جمعية الفنانين في المنصور الخزف يتألق في “حكايا الطين”: جمهور وأعمال وإبهار

بغداد ـ وداد إبراهيم

 

أكثر من أربعين فنانًا في فن الخزف قدموا أعمالهم في معرض “حكايا الطين”، الذي أقيم في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين صباح السبت 26/10/2024، في المنصور ببغداد. استعرض المعرض إبداعات الخزافين العراقيين بأشكال وأساليب متنوعة تجلت فيها لمسات كبار الخزافين العراقيين، ومن أبرز ملامح المعرض وجود عدد كبير من الخزافات العراقيات، منهن ندى عسكر، هند محمد، وفاء الراوي، ورقاء فيصل، شيماء حمزة، وهناء معلة.

 الفنان قاسم سبتي قال عن المعرض: “نحن نفخر بإقامة هذا الكرنفال للخزف سنويًا، وكل متابعي الحركة التشكيلية من رسامين ونحاتين ونقاد يعرفون أن فن الخزف هو الفن الصعب؛ فهو ليس لوحة تُرسم بيوم أو يومين، بل يمر بمراحل كثيرة حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة ويصبح تحفة فنية. لذا فهو من الفنون التي تواجه مصاعب متعددة، منها الحاجة لاستمرار التيار الكهربائي وغيرها من التحديات”.

الفنانة هناء معلة، إحدى المشاركات في المعرض، علقت قائلة: “الأعمال المعروضة ذات مستوى جيد جداً، والمعرض بشكل عام أكثر من رائع. شاهدت تجارب بمستوى عالٍ وقيمة فنية متميزة، إضافة إلى تنوع في التجارب بمشاركة نخبة من أهم فناني الخزف في العراق، حيث قدموا تجارب رمزية مميزة. لذا أجد هذا المعرض مهرجاناً كبيراً ورائعاً، وأنتظره لأشهر لأرى ماذا سيقدم كل فنان من خلاصة إبداعه. هذا المعرض يؤكد أن ساحة الخزف العراقي بخير، وأن الخزاف هو وريث حضارة عراقية بدأت من الطين في بلاد ما بين النهرين”.

وقال الفنان سعد العاني: “باشرنا التحضير للمعرض منذ مدة، وهو أول معرض للسنة الفنية الثقافية، وشارك فيه أكثر من أربعين فناناً، من بينهم مشاركة من إقليم كردستان. يشبه المعرض باقة ورد، حيث لكل خزاف رؤية وقضية وأسلوبه الخاص الذي يطرحه من خلال عمله. شاركت بثلاثة أعمال بألوان رمزية عن حضارة العراق بأسلوب محاكٍ للمتلقي، ورمزية شذرية ترمز إلى تاريخ العراق وحضارته. استخدمت تقنية جديدة في تكسير الزجاج لإبهار المتلقي، وحاولت أن أقدم عملاً يدهشه. ورغم أنني من الفنانين الذين رتبوا لهذا المعرض، فإن للجمعية الدور الكبير في تنظيمه، حيث قدم كل خزاف مضموناً يعنى بالمجتمع والماضي والحاضر، وكل خزاف له لونه الخاص؛ لذا وجدت أن المعرض ملون ومميز جداً”.

من جانبه، أوضح حيدر رؤوف سعيد، أستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، قائلاً: “أشارك في المعرض بقطعتين من السيراميك، ويشبه المعرض ملتقى سنويًا يستعرض آخر الأعمال والتقنيات. تميز هذا العام بتنوع الأساليب، من الواقعية إلى التجريدية، ويضم تقنيات مختلفة تعكس آخر ما وصل إليه الخزف في العالم. وقد تميز بوجود فن تجميعي وحروفيات وزخرفة إسلامية ونحت فخاري، مع ظهور تجارب جديدة لفنانين شباب يقدمون أعمالاً واعدة”.

يُعرف معرض الخزف بكونه حدثًا سنويًا مهماً يستقطب اهتمام الفنانين التشكيليين العراقيين، ويتيح الاطلاع على التجارب الفنية في هذا المجال الذي يُعد من أبرز الفنون التشكيلية في العراق، والذي يعود تاريخه إلى الحضارة العراقية القديمة التي اعتمدت الطين للتدوين والكتابة وصناعة الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة