اعرف نفسك ..

سمير خليل

من أنا؟ من أنت؟ من أنتم؟ أسئلة تتعلق بنا وبكينونتنا وإنسانيتنا، وكلها تقودنا لمجال واحد، هو اعرف نفسك، فالإنسان الذي يريد أن ينصهر في مجتمعه، في عمله، علاقاته، قناعاته، مشاعره وأمنياته عليه أولا أن يعرف نفسه.

ماذا تريد أن تعرف عن نفسك!! ربما يبدو الجواب بسيطا عندما تأخذك العزة بثقتك بأنك تعرف كل شيء عن نفسك وإنك تمسك بتلابيبها وتعرف مساراتها وانحناءاتها، لذلك تعتبر الجواب محسوما مقدما، لكن الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط الذي نعرفه كلنا ونضرب به المثل لن يقبل جوابنا السريع مهما كان، بدون أن ننظر فيه بتمعن.

رسالة سقراط أن يعلّم الناس كيف يعرفوا أنفسهم، ويخبرنا أن معرفة النفس ضرورية، فهي تساعد المرء على إدراك حدوده وقواه، ومن هنا ندرك ما يجب علينا فعله لنعود بالفائدة على غيرنا.

على الإنسان أن ينظر لداخله بتمعن. ومتى ابتعد هذا الإنسان عن الخطأ، تقدّم خطوة ولو صغيرة تجاه الحقيقة، تلك طريقة تساعدنا على أن نعرف أنفسنا، مما سلمنا به، وما نريده، وما نحتاج أن نعرفه، والأهم من هذا كله، أن ندرك أننا في بداية الطريق وربما لا نعرف شيئا.

فنظرة الانسان الى داخله والغوص في كينونة نفسه ربما تجعله يضع الأمور في نصابها الصحيح، وهذا بالتأكيد سيجنبه الوقوع في الخطأ، كما سيمكنه من أن يضع قدمه في الحياة على أرضية راسخة، تشمل كل ما يرتبط بحياته وعمله وعلاقاته بالآخرين. هنا يصبح محل اهتمام واحترام من الآخرين الذين يعتبرونه قد وصل الى مرحلة الاستقرار والتوازن في حياته وعلاقته بهم.

اعرف نفسك، قبل أن تخطو أي خطوة، وأن تحسب تلك الخطوة وفق ما وصلت اليه من معرفة نفسك، عند ذاك تستطيع أن تعتبر تلك الخطوة بنجاح.

عندما تعرف نفسك وما يجيش بها وتعرف أن هذه الحقيقة قد فعلت ما يجب في نفوس الآخرين فإنها ستكون محفزا ليعرفوا هم أنفسهم، عند ذاك تصبح مرشدا وملهما وهذا ما يزرع في نفسك الزهو والفخر والسعادة.

إذا: علينا جميعا أن نعرف أنفسنا، فهذه المعرفة ستكون عنوان حركتنا في حياتنا وعلاقاتنا بالناس وبعملنا وما نطمح اليه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة