الصباح الجديد ـ متابعة:
أعلنت الشركة العامة لسكك الحديد العراقية، إجراءاتها بشأن الربط مع أوروبا، موضحة تفاصيل الخطة الخمسية.
وقال مدير عام شركة سكك حديد العراق طالب جواد الحسيني، في تصريح صحفي ، إن “سكك الحديد تعرضت لأضرار كبيرة لاسيما في المناطق المحررة، من عصابات داعش الإرهابية”.
وأضاف أن “هنالك تنسيقاً عالياً مع وزارة النقل بتكليف إحدى الشركات العالمية بعد حصول موافقة مجلس الوزراء على دراسة واعداد التصاميم لتطوير شبكة خطوط السكك الحديدية”.
وبين أن “السكك جادة بخطوة الربط السككي مع أوروبا عن طريق تركيا، وهناك اجتماع نهاية الشهر الحالي مع الملاكات الفنية والهندسية التركية بالإضافة إلى ملاكات إقليم كردستان، لغرض تحديد نقطة الربط مع تركيا”، موضحاً أن “هذا المشروع يأتي بالتزامن مع المباشرة بإنشاء ميناء الفاو الكبير”.
وأضاف أن “الشركة العامة لسكك الحديد، قامت مؤخراً باستيراد 210 من أصل 250 صهريجاً لغرض زجها بالخدمة لنقل المشتقات النفطية”، داعياً “وزارة النفط لتشجيع النقل الوطني في السكك وإبرام العقود لنقل المشتقات النفطية”.
ولفت إلى أن “الخطة الخمسية للسكك مرهونة بالحصول على التخصيصات المالية، وتتضمن تنفيذ مشروع القطار المعلق الذي يربط الرصافة بالكرخ وبطول 22 كم، فضلاً عن مشروع كربلاء – مسيب – نجف – سماوة، الخط القوسي ويهدف الى نقل بضائع المسافرين ضمن نطاق الفرات الأوسط وإلحاقه بالجنوب والوسط والشمال، فضلاً عن مشروع القطار المعلق بين محافظتي النجف وكربلاء، الخاص بنقل المسافرين”.
خطوات جادة لإنشاء القناة الجافة
وعن مشروع القناة الجافة (خط سكة حديد)، الذي يربط بين ميناء الفاو جنوب العراق وتركيا عبر فيشخابور (آخر نقطة حدودية مع تركيا)، قال الحسيني إن هناك عدداً من الشركات العالمية تقدمت لإنشاء القناة التي ستكون بطول 1211 كيلومتراً، مشيراً إلى أن المشروع سيكون استثمارياً بنسبة 100 في المئة.
وأوضح أن هناك خطاً بديلاً سيتم إنشاؤه يمتد من ربيعة إلى اليعربية وقامشلي السوريتين.
ويتلخص مشروع “القناة الجافة”، بمدّ سكة حديد عبر العراق للبضائع الآتية من أستراليا وشرق آسيا نحو أوروبا، وذلك من خلال شحن حمولات السفن في الموانئ العراقية إلى الخليج العربي، بخاصة ميناء الفاو الذي ما زال قيد الإنشاء ومن ثم نقلها عبر خطوط نقل برية إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي أن المشروع سيحفّز عدداً من القطاعات المهمة وسيؤمن فرص عمل وعائدات مالية تقدّر بـ6 مليارات دولار سنوياً.
ويضيف أن “ميناء الفاو حال اكتماله سينقل التجارة من الشرق إلى أوروبا”، مشيراً إلى أن المشروع ضخم ويتطلب استثمارات كبيرة، ويؤمل أن يتلقّى العراق كثيراً من العروض العالمية لتوظيفها في هذا المشروع الحيوي، على أن تشكّل لجنة عليا حكومية تختار شركة من بين الشركات المتقدمة”.
ويلفت إلى أن هناك خيارات عدة لاستثمار “القناة الجافة”، منها أن يكون بالكامل من قبل الشركات الأجنبية مع تقاسم العائدات بنسب معينة مع الحكومة أو أن تتحمل الأخيرة تكاليف المشروع، موضحاً أن المرحلة الأولى من إنشاء ميناء الفاو تتطلب أربعة أعوام.
ويرجح المرسومي أن تحقق “القناة الجافة” عائدات مالية تصل إلى ستة مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ قريب لما تحصل عليه قناة السويس، لافتاً إلى أن المشروع سيحفز عوامل الربط الداخلية والخارجية والقطاعات الأخرى الساندة لها، مثل السياحة والنقل والإسكان والإعمار والطاقة، إضافة إلى توفير فرص العمل للعراقيين.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وضع حجر الأساس للبدء بإنشاء المرحلة الأولى من ميناء “الفاو الكبير” في نيسان الماضي، التي ستنفذها شركة “دايو” الكورية الجنوبية، بكلفة قدرت بـ2.62 مليار دولار. وبعد إنهاء هذه المرحلة، سيكون الميناء قادراً على معالجة 3 ملايين حاوية سنوياً.
ويخطط العراق من خلال هذين المشروعين إلى أن يكون ممراً مهماً للبضائع من آسيا إلى أوروبا اختصاراً لطرق بحرية أخرى، مما يقلص وقت الوصول إلى 25 يوماً بحسب متخصصين.