أديب كمال الدين
- تماسكي أيّتها القصيدة
تماسكي أيّتها القصيدة
فحروفُكِ هي الوحيدةُ التي تُنيرُ كوابيسي،
وتشعُّ الدفءَ في سريري،
وتعينُ الرّوحَ في دورانِها
حولَ نَفْسها
كلّ ليلةٍ كالطيرِ الذّبيح.
*
تماسكي أرجوكِ
فلم يبقَ لي شيءٌ سواكِ.
تماسكي أيّتها الشّجاعة،
أيّتها الصّابرة،
أيّتها المُكابرة،
أيّتها العارفة،
أيّتها المُليئةُ بالنجوم،
أيّتها المُليئةُ بالدموعِ والشموع.
*
تماسكي
حتّى لو كانَ نورُكِ
يقودني، فقط، إلى المجهول،
أعني إلى حَتْفي المجهول.
- خطأ
شكراً لكِ
فأنتِ الوحيدة التي عشقتْ قلبي حدّ الجنون.
شكراً لكِ،
شكراً لأنّي عرفتُكِ في الجحيمِ الخطأ،
أعني في المكانِ الخطأ،
في الزمانِ الخطأ،
في الفراتِ الخطأ،
في السّريرِ الخطأ،
في الحروفِ الخطأ،
في الدموعِ الخطأ،
في الوداعِ الخطأ.
شكراً لكِ،
شكراً جزيلاً لكِ على كلِّ هذا الخطأ،
الخطأ الوحيدِ الذي كانَ صحيحاً حدّ الجنون
في الحياةِ الخطأ.
- قصائد لا تكفُّ عن النّسيان
حينَ حاصرني النّسيان
من الجهاتِ الأربع،
أُعطِيتُ في حفلٍ سِرّي
- لا أتذكّرُ أين ومتى-
أُعطِيتُ حفنة من الحروف،
وقيلَ لي: ازرعْها في ذاكرتِك
وستضيءُ ذاكرتكَ من جديد.
ولذا صرتُ
أزرعُ الحروفَ ليلَ نهار
في ذاكرتي
كأيّ درويشٍ لا يكفُّ عن الرقصِ والدوران،
فتضيءُ ذاكرتي لحظات
ثُمَّ تُتمتمُ بكلماتٍ كطلاسم من نار
قُمِعتْ أو نُهِبتْ حتّى سالتْ - لا أتذكّرُ أين ومتى-
سالتْ نهراً لقصائد،
قصائد لا تكفُّ- طبعاً- عن النّسيان!