مهدي القريشي
ليست لي قدرةُ
أن أغلقَ باباً تأتي منه ريح
أو أُبدّد صوتي في حقل غيوم
لم تدرك معنى الوردة
حين تمدُّ ضفيرتها لترويض الماء.
فالباب توأمه الريح
مُذ كان غصنا ليس له :
من غطرستِه
سوى نزف العتمة وكسر عفّتها ،
من لونهِ
سـوى ذبول الأيام على حبل غسيل مترهل ،
من ثوبهِ
سِوى أوراق صفر كذنوبٍ لم تُدوَّن في سجلاتِ جنوني.
لكنَّ الشجرة
تخدش بياض نهديها
تخفض جناح شراهتها
فتجترح طريقاً للريح..
الريح يد الله
المسلولة في ظهر الغيم
العابثة في خارطة بيوت الطين
المتمادية في بعثرة مجد العطر.
تروِّض أظافرها،
الملوّنة بالعصف،
في وسادة صبيّة
وفي عباءة ليل،
ليس لاستدراج الشمس
أو للتنزّه في حدائقها!
أين أضع أشرعتي،
وقد اثقلتها لذة الريح
بعد ان ثقبتها الأسئلة،
والأبواب هبوب؟
هي من قشّرت «آدم» في خلوته
فتساقطت سوءاته تباعاً
تلاقفتها تنورة «مونرو»
فتفيّأت رؤوسها المثقلة بالعفّة.
من يخلع عنها مواسمها
وقد رقصتِ الأرصفة على نزيف متدحرج؟
وجهها يسع كلَّ نفايات الأرض
وقفاها يزأر كماخور غسلت أدرانه الخمرة!
هكذا تُنفذ الريح ما تيسّر لأحلامها،
من فوق شرفة دهشتها،
وهي تلاعب بلاغة الثلج
بعين نسر
ولسان دبق
وحنجرة ثكلى
تنذر ببقاء الليل
يتنزه بسراويل الشهوة
يكنس الأغصان المكسورات الخاطر
يداعب عش الأطيار
كمحارب خسر آخر قلاعه.