استمرارها مقلق
الصباح الجديد ـ متابعة:
قالت جيتا جوبيناث كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي، “إن قراءات التضخم المرتفعة هي في الغالب ظاهرة أمريكية، ومن المتوقع أن تنخفض العام المقبل”، مضيفة أنها “ستكون قلقة إذا ارتفعت توقعات التضخم في الأجل المتوسط”.
وبحسب “رويترز”، أبلغت جوبيناث مؤتمرا صحافيا بشأن التوقعات الاقتصادية لصندوق النقد “ما سيكون مقلقا العام المقبل هو إذا رأينا توقعات التضخم في الأجل المتوسط ترتفع”.
وقالت “لذا إذا كان التضخم يتحرك بشكل دائم بعيدا عن هدف مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” البالغ 2 في المائة، ويبتعد بطريقة لم نشهدها من قبل، فإن ذلك سيكون بالتأكيد سببا للقلق”.
وأكد صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 6 في المائة هذا العام، لكن الهوة بين الدول تتسع مع حصول اقتصادات الدول المتطورة على اللقاحات المضادة للوباء، في حين يتباطأ هذا الأمر في الدول النامية.
وبحسب “الفرنسية”، قال صندوق النقد الدولي في توقعاته الاقتصادية العالمية المحدثة التي نشرت أمس “أصبح الحصول على اللقاحات خط الانقسام الرئيس الذي يقسم التعافي العالمي إلى كتلتين”.
فمن ناحية، معظم الاقتصادات المتقدمة لديها إمكانية الحصول على اللقاحات و”يمكنها توقع عودة النشاط إلى طبيعته هذا العام”. ومن ناحية أخرى، الدول التي لديها وصول محدود أو معدوم إلى اللقاحات “ستستمر في مواجهة عودة ظهور العدوى وزيادة عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد – 19”.
لذلك يتوقع نمو إجمالي الناتج الداخلي بوتيرة أسرع في الاقتصادات المتقدمة، بنسبة 5.6 في المائة في 2021 “0.5 نقطة أكثر من التوقعات الأخيرة في نيسان “.
في المقابل، من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية نموا قويا هذا العام، لكن أبطأ مما كان متوقعا بنسبة 6.3 في المائة “- 0.4 نقطة”.
والهند التي تضررت جراء عودة ظهور الفيروس بسبب المتحورة دلتا، تشهد أقوى تباطؤ في آفاقها الاقتصادية مع نمو مرتقب بنسبة 9.5 في المائة “- 3 نقاط”. كما أن الوضع يتدهور في الصين مع توقع نمو بنسبة 8.1 في المائة “- 0.3 نقطة”.
نحو 40 في المائة من السكان في الاقتصادات المتقدمة تلقوا جرعتي اللقاح، مقارنة بـ11 في المائة في اقتصادات الأسواق الناشئة وجزء صغير في الدول النامية المنخفضة الدخل، كما أفاد صندوق النقد الدولي الذي اقترح أخيرا خطة بقيمة 50 مليار دولار لتحصين 40 في المائة على الأقل من سكان العالم بحلول نهاية العام.
وقالت بيتيا كويفا بروكس نائبة مدير صندوق النقد الدولي، “أود أن أقول إننا قلقون أكثر مما كنا عليه في نيسان “.
وحذرت جيتا جوبيناث كبيرة خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي، في مدونة نشرت أيضا أمس، قائلة “إن ظهور متحورات شديدة العدوى قد يكلف الاقتصاد العالمي 4.5 مليار دولار بحلول 2025”.
واعتبرت “الاختلافات في الدعم السياسي هي المصدر الثاني لاتساع الهوة بين الدول”.
وبالتالي يتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نموا بنسبة 7 في المائة هذا العام “+ 0.6 نقطة” و4.9 في المائة في 2022 “+ 1.4 نقطة” بفضل خطط الاستثمار الضخمة في البنى التحتية والإنفاق والسياسات الاجتماعية التي قد يتبناها قريبا الكونجرس.
ويشدد صندوق النقد الدولي على أن هذه القوة الاقتصادية قد يكون لها تأثير إيجابي في شركائها التجاريين.
والأمر ينطبق أيضا على منطقة اليورو حيث يجب أن تحفز خطة “الجيل الصاعد” للنهوض النمو، المتوقع الآن عند 4.6 في المائة في 2021 “+ 0.2 نقطة”. وعلى الوضع أيضا أن يكون أفضل مما هو متوقع في المملكة المتحدة مع ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 7.0 في المائة “+ 1.7 نقطة”.
وقالت جيتا جوبيناث “إن بعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل والمجر والمكسيك وروسيا وتركيا بدأت أيضا رفع أسعار الفائدة الرئيسة لتفادي الضغط التصاعدي على الأسعار”.
ويطالب صندوق النقد الدولي البنوك المركزية بالحفاظ على دعمها للاقتصادات وعدم تشديد سياساتها على الفور، ويقدر أن “التضخم يفترض أن يعود إلى مستويات ما قبل تفشي الوباء في معظم الدول في 2022” على الرغم من “خطر أن تصبح الضغوط العابرة أكثر ثباتا”.
وبات صندوق النقد الدولي يعول الآن على تضخم بنسبة 2.4 في المائة في 2021 “+ 0.8 نقطة” بالنسبة إلى الاقتصادات المتقدمة، و5.4 في المائة “+ 0.5 نقطة” في الدول النامية.
وعلقت كبيرة الخبراء في صندوق النقد الدولي “من المتوقع أن يظل التضخم مرتفعا حتى 2022 في بعض الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ويعود ذلك جزئيا إلى استمرار الضغوط على أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة ما يوجد هوة جديدة”.