نسبة المشاركة في الانتخابات قدرت بنحو 40%
الصباح الجديد ـ متابعة:
فاز المرشح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في إيران من الدورة الأولى، بحصوله على 62 بالمئة من أصوات المقترعين، وفق نتائج أولية رسمية أعلنت امس السبت.
وأفاد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف خلال مؤتمر صحافي، أن رئيسي (60 عاما) حصل على “أكثر من 17,8 مليون” صوت من أصل 28.6 مليونا من أصوات المقترعين، علما بأن أكثر من 59,3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، امس السبت، أن الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي أجريت، امس الأول الجمعة، أفضت إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يكشف اسمه، بينما هنّأ اثنان من المرشحين، رجل الدين المتشدد، إبراهيم رئيسي، على “فوزه” قبل صدور النتائج الرسمية.
وقال روحاني في كلمة متلفزة: “أهنئ الشعب على خياره، سأوجه تهاني الرسمية لاحقا، لكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافرت في هذه الانتخابات، و(ثمة) من تمّ انتخابه من قبل الشعب”.
يرى الخبراء أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2021 ستمثل نقطة تحول في تاريخ البلاد وأزمة شرعية أساسية للنظام إذا انخفضت نسبة الإقبال التي تغذيها خيبة الأمل إلى أقل من 50٪، وفقًا لصحيفة الغارديان.
كما هنأ المرشح الرئاسي، عبد الناصر همتي، رئيسي، بفوزه في الانتخابات، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية يوم السبت. وقال في رسالة “آمل أن تجلب حكومتكم بقيادة الزعيم الأعلى علي خامنئي الراحة والازدهار لأمتنا”.
بدوره، هنأ المرشح للرئاسية الإيرانية، محسن رضائي، منافسه إبراهيم رئيسي على “انتصاره” بالانتخابات.
وبدأ امس السبت فرز الأصوات بعيد إقفال صناديق الاقتراع، إثر عملية تصويت امتدت زهاء 19 ساعة.
ودعي أكثر من 59 مليون إيراني إلى التصويت اعتبارا من الساعة السابعة صباح الجمعة. وأغلقت المراكز عند الثانية السبت (21,30 ت غ الجمعة)، بعد تمديد مهلة الاقتراع ساعتين إضافيتين، وهو ما كانت السلطات ألمحت سابقا إلى احتمال حصول ذلك في حال الحاجة، لا سيما في ظل إجراءات الوقاية من كوفيد-19.
ويتوقع أن تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية الـ13 في تاريخ إيران بحلول الظهر بالتوقيت المحلي.
وخاض السباق أربعة من المرشحين السبعة الذين صادق مجلس صيانة الدستور على ترشيحاتهم بينما انسحب الثلاثة الآخرون قبل الاقتراع. وتعرض المجلس لانتقادات على خلفية استبعاده شخصيات بارزة، ما أثار امكان حصول امتناع واسع عن التصويت.
وإبراهيم رئيسي هو رجل دين محافظ ومتشدّد، يرفع منذ أعوام شعار الدفاع عن الطبقات المهمّشة ومكافحة الفساد.
ويعد رئيسي (60 عاما) الذي كان يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، من المدافعين عن “النظام العام” ولو بالوسائل المتشددة. ورفع خلال حملته الانتخابية شعار مواجهة “الفقر والفساد”، وهو المبدأ نفسه الذي خاض على أساسه الانتخابات الرئاسية عام 2017 ونال 38 بالمئة من الأصوات، لكن ذلك لم يحل حينها دون فوز المعتدل حسن روحاني بولاية ثانية.
ولد رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عيّن مدعيا عاما في مدينة كرج قرب طهران وهو لما يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد مدة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
أمضى رجل الدين الشيعي ذو العمامة السوداء، قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية، متنقلا بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيا عاما للبلاد. في 2016، أوكل إليه المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، مهمة سادن العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، وعيّنه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي. ووفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني ونظارتين رفيعتين ولحية مشذبة غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية اعتبارا من العام 2018، خصوصا في مدينة مشهد المقدسة، مسقط رأسه.
وتطرح وسائل إعلام إيرانية عدة اسمه كخلف محتمل للمرشد الأعلى خامنئي الذي سيتم الثانية والثمانين من العمر في يوليو المقبل.
متزوج من جميله علم الهدى، أستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان تحملان شهادات في الدراسات العليا. جعله هذا الارتباط العائلي نسيبا أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، وإحدى المدن المقدسة لدى الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.
ينظر إلى رئيسي كالمرشح الوحيد القادر على أن يجمع حول شخصه تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين “الأصوليين”. وكان سبعة مرشحين، بينهم خمسة من المحافظين المتشددين، نالوا أهلية مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في تاريخ إيران، وانسحب منهم ثلاثة خلال الحملة لصالح رئيسي.
لكن رئيسي يدرك أن الحصول على إجماع أو تأييد واسع بين مختلف شرائح المجتمع الإيراني بكل تنوعه، أصعب، خصوصا في ظل الانقسام حول مسائل عدة أهمها الحريات الشخصية.
وفي ظل خيبة أمل من عدم إيفاء عهد روحاني (2013-2021) بوعوده على هذا الصعيد، تعهّد رئيسي الدفاع عن “حرية التعبير” و”الحقوق الأساسية لكل المواطنين الإيرانيين” و”الشفافية”.
يذكر أنه في آخر انتخابات رئاسية، فاز الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني بـ22.8 مليون صوتا.