حجاج سلامة
صدر في ابوظبي، العدد 259 لشهر آيار / مايو 2021، من مجلة تراث، التي يصدرها نادي تراث الإمارات، بمركز زايد للدراسات والبحوث.
واحتوى العدد على ملف خاص تضمن خمسة عشر مقالا، دارت حول ” الأهازيج.. غناء الشعوب “، وتضمن خمسة عشر موضوعا.
وفي افتتاحية العدد كتبت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، عن الأهازيج الشعبية في دولة الإمارات العربية، فأشارت إلى أن الأهازيج من أقدم أشكال التعبير الفني الشعبي في دولة الإمارات، وأن الأهازيج تعبر عن واقع الحياة الاجتماعية والمزاج النفسي للمجتمع، من مشاعر الحب والفرح والغضب والحزن والسعادة والشكوى، تتناقلها الأجيال وتضيف لها من تجاربها وخبرتها ما يغذيها ويدعمها.
ولفتت ” الظاهري ” إلى أنه لكل دولة أهازيجها التي تعبر عن موروثها وحضارتها وتقاليدها وتعكس صورة حية عن شعبها.
وفي مقال تصدر صفحات المجلة، أكد فلاح محمد الآحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات، على دور النادي في تأصيل مفهوم التراث في نفوس الأجيال الجديدة، مشيرا الى ان ما يجتمعون عليه في النادي هو تراث الإمارات الأصيل، وتعهده بالرعاية وإحياء وجوده، وأنهم يفخرون بأن يكون نادي تراث الإمارات ذراعا تنهض بشؤون التراث في الدولة ، ضمن رؤية إمارة أبوظبي الساعية إلى تعزيز بناء الشخصية بمكونها الأصيل من الماضي وتراث الأجداد ، وأن يكون مركز زايد للدراسات والبحوث قوة النادي الناعمة الساعية لبناء شبكة تواصل مع النخب المحلية والعربية والعالمية المعنية بقضايا التراث بشقيه المادي والمعنوي ، وأن تكون مجلة تراث إحدى أدوات التواصل الأصيلة المحافظة عبر سنوات طويلة على جمهورها من القراء.
وفى ملف الأهازيج غناء الشعوب “، كتبت مودة بحاج، عن ” التغرودة تراث إمارتي اصيل ” وسجل لنا الدكتور عبد العليم حريص، بعضا من الأهازيج البحرية في الإمارات، فيما اهتم جميع سالم الظنحاني، بتوثيق ” ترنيمات وأهازيج المطر في الموروث الإماراتي “، وتناول فهد علي المعمري العلاقة بين ” الشعر النبطي و الأغنية الشعبية “، واستعرضت نوال يتيم ” أهازيج الطفولة في شبه الجزيرة العربية “، وقدمت فاطمة المزروعي، استعراضا عاما للأهازيج والفنون في الإمارات، وانتقلت بنا ميسون عبد الرحيم، إلي ” الأهازيج الشعبية الفلسطينية “، فيما تناول أحمد راشد البطل، الأهازيج كهوية شعبية لفلسطين، وتتبعت فاطمة عطفة، صور الإحساس بالمكان والطبيعة في الأهازيج الإماراتية، وأخذنا جمال بربري، إلي “أهازيج الفرانين”.
وفى الملف أيضا: ” تراثنا من الأهازيج ” لنور سليمان احمد، و ” رشاد والكف ” لوليد مكي، و ” والأهازيج الشعبية في اليمن ” لزهور عبد الله، و ” أهازيج الجنوب ” لعزت الطيري، وأخيرا ” الفرح يعني الغناء ” لتيسير النجار.
ومن بين الموضوعات الرئيسية بالعدد نقرأ ” البحث عن المدن المفقودة في الإمارات ” لياسر شعبان، و ” الشاعر الخطاط عبد الله المساوي ” لعبد الحكيم الزبيدي، و ” زايد الخير في كتابات الرحالة بكماستر ” للدكتور محمد أحمد عنب.
وفى موضوعات العدد أيضا: لمحمود شرف ” في رمضان الأول “، ونذهب بصحبة شمسة الظاهري، في جولة بـ ” العين مدينة التاريخ والحضارة “، ويرجع بنا أشرف قاسم إلي الماضي الجميل بمقال عن ” المحراث قيثارة الفلاح “، و ” تكتب لنا لولوة المنصوري ” كلنا السدرة.. نشيد الساحل “، و أما حسين عبد الرحيم فيروى ” حكايات العمر كله “، ويحدثنا هاني عويد عن ” تمرين الحواس “، و يناقش احمد فرحات العلاقة بين ” جوته والتنوير الإسلامي “، وأما عاطف محمد عبدالمجيد فقد حمل مقاله عنوان ” الكاتبة الت لا تكتب “، وتستعرض أسماء الهاملي ” نماذج من الحلي في الخليج العربي “، ويؤكد موسي فقير في مقاله علي أهمية ” التوثيق الرقمي للألعاب الشعبية القديمة “، ويتابع الأمير كمال فرج مشاركة نادي تراث الإمارات في أيام الشارقة للتراث، ويكتب أحمد فضل شبلول ” الله والعجوز والبحر “، وأما محمد خلف فكتب عن ” قوة التوازن “، ويعرض محمد زين العابدين لـ ” دراسات في التراث الشعبي الإماراتي “، وتستعرض الدكتورة حنان الشرنوبي بعضا من صور الاغتراب في ” شواطئ الغربة “، وكتبت عائشة الدرمكي عن ” الأمل أخلاقا “، وأما خالد صالح ملكاوي، فتناول ” شعراء النبط في رمضان “، وفي زاوية حوار خاص مقابلة لحجاج سلامة مع الفنانة التشكيلية الإماراتية خلود الجابري.
كما تضمن العدد مقالات ” المهنة محرر أدبي ” للدكتور مختار سعد شحاته، و ” القرنفل أو المسمار ” لإيمان سعيد الحميري، و ” التأثير الثقافي ” لمحمد عطية محمود، و ” الكتابة ضد الكتابة ” لرشيد الخديري، و ” الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ” للدكتورة نورة صابر المزروعي، و ” في معني أن تحب نفسك ” للدكتورة فاطمة حمد المزروعي.
يذكر أن مجلة ” تراث ” هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.
وقد انطلقت المجلة من رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.