مابعد كورونا.. ليس كما قبله، الفيروس التاجي تغلغل في مناحي الحياة وضرب الاقتصاد العالمي بمقتل، اللعبة الأكثر شعبية كان لها النصيب الأكبر من الكساد الاقتصادي، الأندية الكبرى تعاني، مدرجات فارغة ، صفقات خجولة وخسائر مالية فادحة. كرة القدم تتجه نحو الانهيار والمعضلة الأخطر لا يوجد زمن محدد لأسدال الستار عن هذه الكارثة الفايروسية صاحبة البطل الواحد (كوفيد- 19).
وبما ان القوة لمن يمتلك المال ، اتجهت أندية أوروبا الكبرى في تكتل غير مسبوق برئاسة الحوت الأبيض رئيس الميرينغي فلورنتينو بيريز ونائبيه اندريا انييلي رئيس السيدة العجوز وجويل جليزر الأميركي مالك اليونايتد الإنجليزي وبقيادة عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة وموافقة من اندية أوروبا العظمى بتمويل يصل إلى 6 مليارات دولار ودعم فوري يصل إلى 350 مليون يورو بمجرد المشاركة لاستحداث بطولة قارية تسمى دوري السوبر الأوروبي الممتاز ستغير وجه كرة القدم عالميا كما يقول صناع حدثها. التكتل يشمل أكثر من 12 فريقا من أكبر 5 دوريات أوروبية في إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على أمل انطلاقها بحلول 2022. (ألكسندر تشيفرين) رئيس الاتحاد الأوروبي صرح في شباط 2019 إن “دوري السوبر” لن يخرج إلى النور ما دام رئيسا للاتحاد الأوروبي، تهديد تشيفرين لم يقتصر على الأندية بل شمل اللاعبين بحرمانهم من اللعب مع منتخباتهم الوطنية في حال مشاركتهم بدوري السوبر الممتاز ووصف الأمر انه اقتراح مخز من بعض أندية يتملكها الجشع.
المشروع ليس وليد اليوم تم طرح فكرة إقامة بطولة الدوري الأوروبي الممتاز على مدى 20 عاما لكن (اليويفا) عارضها بشدة. واعتبرها حرب أهلية وانقلاب ضد الشرعية الكروية الدولية. اتجاه الأندية الأوروبية الكبرى (للفيفا) وتجاهله لأتحاد قارته العجوز ورئيسه الروسي ينذر بأزمة خطيرة خاصة ان كانت اصابع (جياني إنفانتينو) الامين العام السابق للاتحاد الأوروبي والرئيس الحالي للاتحاد الدولي تحرك الخيوط من تحت الطاولة مع بيريز رئيس الريال ونائبيه انييلي مالك السيدة العجوز وجليزر مالك نادي مانشستر يونايتد.
كورونا وحمم بركانه الذي أصاب عصب استثمارات الاندية العالمية بالشلل حرك الماء الراكد وكان الشرارة التي اطلقت نار هادئة تنذر بهياج قادم يحرق الأخضر واليابس ويحتاج مدة ليست بالقصيرة لاخماده، برغم ان الاتحادين الدولي(فيفا) والأوروبي (يويفا) علقا على هذه الاقتراح بما يشبه الاتفاق لرفض الفكرة تماما لكن هذه الهدنة ، أشبه ما تكون بسلام الأخوة الأعداء. انها حرب الأثرياء.
- مدرب محترف وناقد رياضي
- ميثم عادل