الخطاط علي جبار البياتي:
وداد إبراهيم
بصفته يدرس الخط العربي، يجد الفنان والخطاط علي جابر البياتي ان من واجبه الحفاظ على هوية الخط العربي وقواعده من كل “تشويه وتلاعب باساسيات الحرف بحجة الحداثة او تجديد الحرف العربي”.
وتابع: “الخط العربي فن من الفنون العربية والإسلامية، وفن زخرفة، وجد في المخطوط القرآني طريقا يخترق حدود المكان والزمان، متجها بالأشكال من الظاهر الى الباطن للوصول الى القيم الجمالية لكل مقطع او مشهد، والمعروف ان الخط له قواعد وتراكيب في قمة الجمال والابداع”.
وعن مراحل تعلمه الخط يقول: “انطلقت موهبتي مع الخط والكتابة في مرحلة الابتدائية، اذ كنت اتعامل مع الكتابة بترتيب وعناية فائقة، واشعر بأن الحرف يتطوع وفيه مرونة وحركة ليكون على نسق وترتيب، إضافة الى موهبتي في الرسم، حتى وصلت المرحلة المتوسطة وصارت لي معرفة كبيرة بالخط واسراره، وخلال تلك الفترة دخلت دورة للخط العربي (خط الرقعة) وضمن النشاط المدرسي في الكوت عام 1967، هذه الدورة وضعتني امام اختيار مهم وهو ان احترف الخط بشكل اكاديمي، واتعلم المزيد عن الخط من خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة في بغداد ١٩٨٠، وتعد تلك الفترة من اهم فترات حياتي، اذ درست الخط العربي والزخرفة على يد الأستاذ الراحل (صادق الدوري) فكان له الدور الكبير في صقل موهبتي، وفتح أبواب معرفية كثيرة عن اسرار الحرف وعنصر الشكل المؤلف من اتحاد الخطوط والألوان والاتجاهات والاحجام، وانهيت دراستي ضمن العشرة الأوائل على دورتي .
للبياتي مشاركات كثيرة قطرية ودولية في معارض ومسابقات للخط العربي، منها مسابقة الخطاط (حامد الامدي) ومسابقة الخطاط (ياقوت المستعصمي) في تركيا، ومن اعماله الفنية المميزة في العراق خط وزخرفة ضريح في نصب الشهيد في بغداد، وخط وزخرفة جامع النبي يونس عليه السلام في الموصل، ولديه مكتب خاص في الكوت لتعليم وتحسين الخط العربي.
ويقول عن طريقة تدريسه للخط: “قلة من الطلاب لديهم الموهبة في فن الخط، ويدخل البعض الى قسم الخط العربي ليس لهواية وانما لتعلم مهنة الخط، والمدرس له الدور الكبير في صقل المواهب، ويبقى التدريب المتواصل لرسم الحروف والاطلاع على أسرارها وجماليتها، الطريق للتعلم لمن لا يمتلك الموهبة، ومن الضروري الحرص على ان يكون للجيل الجديد معرفة كبيرة في أصول اللغة العربية وكيفية الحفاظ على هويتها”.
وتحدث البياتي عن توظيف الحرف في الفن التشكيلي: “بخصوص الحروفية او الحروفيات في عالم الفن التشكيلي الحديث والتجريدي، فهو استلهام جماليات فنون الخط العربي وتوظيفها في اعمال فنية بشكل معاصر وحديث، وبما أن توظيف الحرف يمثل حركة فنية معاصرة تستلهم الافكار والمعاني الجديدة بأشكال متنوعة، يعتمد الفنان توزيعها على السطوح الفنية على هيئة نقوش كتابية مرتبة، لتتداخل مع العمل الفني بأدق تفاصيله، وهكذا استهوت الحروف العربية أغلب الفنانين من رسامين ونحاتين وخزافين، انطلاقا من قضية الإرتباط بالموروث الحضاري والفكري، لذا يمكن القول أن توظيف الحرف العربي في النتاجات الفنية الشرقية والغربية المعاصرة كظاهرة جمالية وفنية، تأخذ مكانها بين مدارس الفنون التشكيلية. وكان الفنان الراحل شاكر حسن سعيد له دور كبير في الفن المعاصر واستعمال الحروفيات في اعماله واطلعت على اعماله الفنية والتقيت به في فترة الثمانينيات في مركز الفنون التشكيلية في بغداد ولم يكن هو لوحده من استلهم الحرف في اللوحة التشكيلة كانت هناك الفنانة مديحة عمر والفنان جميل حمودي”.