حجاج سلامة
حلت الحكواتية المغربية، آمال المزورى، ضيفة على أيام الشارقة التراثية، والمقامة حاليا في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث.
وفى الندوة التي شاركت بها وحملت عنوان ” ” الحكاية الشعبية في التراث الثقافي العربي “، وأدارتها الأستاذة عائشة الشامسي، وجهت ” المزورى ” الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ولمعهد الشارقة للتراث، ورئيسه الدكتور عبد العزيز المسلم على إتاحته الفرصة لتواجدها بهذا الحدث التراثي المهم والثرى، على أرض الشارقة القلب النابض لثقافات العالم، والصرح الثقافي الغني والمميز الذى يجمع كل ثقافات العالم الثرية والمتنوعة،
وروت آمال المزورى، الكثير من تفاصيل مسيرتها في عالم الحكواتية، وكيف دخلت هذا المجال الذى صار أحد الفنون الأكثر حضورا في المشهد الثقافي العربي، وأهم المحطات في مسيرتها، ورؤيتها لكيفية النهضو بهذا الفن الذى بات يقوم بدور حيوي في توثيق التراث ونقله من جيل إلى جيل.
وومن جانبها فى تقديمها للندوة قالت الأستاذة عائشة الشامسى، بأنه اقتداء بأساتذنا الأفاضل وما راكمناه من تجارب وقراءة لبحوثاتهم ودراساتهم أمثال: الدكتور عبد العزيز المسلم، مصطفى يعلى من المغرب، الدكتور محمد المهري من سلطنة عمان، والدكتور بهاء الدين العساسي من مصر تبين لنا أن الحكاية الشعبية بحر واسع لا تكفينا ساعة او ساعتين لكشف أغواره والظفر بذرره، فهي امتداد للخيال الشعبي وتحقيق مالم يتم تحقيقه على أرض الواقع لأن تصور لا محدود، حيث تتناقل شفاهيا دون كتابة أو تدوين لتصير العهدة على الراوي أو من سيتناقلها من بعد جاعلين من الجد أو الجدة غالبا الدور المحوري لتناقلها، وغالبا ما تعالج الظواهر الاجتماعية والعادات والتقاليد ببعض من الوعظ والإرشاد والحكم والنصائح نتيجة لعصارة أو خلاصة لتجارب الحياة وصراع أزلي بين الخير والشر، الإنس والجن، الصدق والكذب، الجنة والنار.
في ثقافة كل الشعوب العربية دون استثناء لأنها متقاربة في المعنى ومتماثلة في المغزى، واضحة الأهداف عميقة المرام. وكأنها شعب واحد وحدته الحكاية مهما تباعدت المسافات ومهما اختلفت ألوان الأعلام وتعددت اللهجات، لأن لغة التواصل واحدة وتبادل الثقافات ناتج عن قوافل الحج والتجارة وطول ترحالها واهتمام السكان الأصليين بالوافدين عليهم وما عندهم من أخبار للأراضي القاصية والدانية، علاوة على شوق ووحشة المقيم إلى الراحل (لكل وافد خبر ولكل واصل ريح) مما يجعل الأمور متفاوتة فقد يؤكد الوافد ما قد أخبر به المقيم من الراحل لتتوفر له الأخبار ويعلم أكثر منه مما يجعله يضيف أو ينقص من أحداث ومعطيات حسب ما تلقاه وعرفه وحسب ما سيرويه بسلاسة وعفوية.
لتظل الحكاية الشعبية هي التصور المتساوي بين كل الشعوب لتجعل من كل حكاية شعبية شخصية تخيليه تتجسد فيها تخيلات الشعب وما عايشه من أحداث متوارثة تسكن الأذهان وتتشابه في بعض البلدان، الهامة، أم الصبيان (موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي) للدكتور عبد العزيز المسلم.
ولفتت إلى أن المخيال الشعبي اعتمد في حكاياته على أشخاص ذوي قدرات خاصة أو كائنات خرافية سواء كانت من نسيج خيالهم او من توهمهم او نتاج أحداث ووقائع معايشة حتى صار للعديد من الكائنات تاريخ متجذر تردده القرى والمدائن بل تجده في بلدان أخرى وإن اختلفت الأسماء فالشخصية تظل واحدة في مغزاها ومفهومها وقواها.
فقيمة الحكاية الشعبية تكمن في كشف غوامض النفوس الشعبية ولكون الإنسان يتوق لأن يكون في وضعية أفضل مما كان عليه وحاجته الملحة إلى الأوهام لإتلاف الحقائق الموضوعية والتجاوز عنها.