بفيلمي “قصص العابرين” و”الكناوي ساجر النار”
سمير خليل
انجاز مفرح حققته السينما العراقية ومبدعيها في مهرجان غوتنبرغ للفيلم العربي المنعقد ما بين الخامس عشر والعشرين من شهر ايلول الجاري، حيث سيطر المخرجان العراقيان قتيبة الجنابي ومحمد توفيق على الجائزة الاولى في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة وتناصفها فيلم قتيبة الجنابي (قصص العابرين ) وفيلم محمد توفيق ( الكناوي ساجر النار).
ضمت لجنة تحكيم المهرجان المخرج السينمائي العراقي جمال أمين والتي اتمت عملية التحكيم عبر عروض المنصَّة الرقمية نتائج المهرجان بعد ان انتهت من مشاهدة 32 فيلماً توزعت بين الفيلم الوثائقي القصير، والفيلم الوثائقي الطويل، والفيلم الروائي القصير وانتهت إلى أن أفلام هذه الدورة سجلت نوعاً من التجريب شديدة الخصوصية، وتمكن مخرجوها من أدواتهم في السرد والتعبير عن المشكلات والهموم التي تجتاح العالم العربي في ظروف بالغة التعقيد والهشاشة على شتى الاصعدة.
ورأت اللجنة أن الأفلام عالجت بصدق وروية مشكلات الهجرة والعمالة واللجوء ما يؤهلها بالفعل لأن تنبئ عن ولادة مخرجين طموحين مثقفين، متمكنين من صنعتهم تقنياً وجمالياً عبر نقل الرسائل وايصالها إلى الجمهور بمستويات فنية عالية.
منحت اللجنة جوائزها على الشكل التالي: في فئة الأفلام الوثائقية القصيرة ، الجائزة الأولى لفيلم ( Midnight Workers) للمخرجة روفيدا جمال من مصر، والجائزة الثانية مناصفة بين فيلمي (International Airport Sky ) للمخرج ونسة أيوب من الجزائر، وفيلم ( Mazzaja ) للمخرج ثائر ابراهيم من سوريا، وجائزة التنويه الخاص لفيلم ” أنا لست هناك” للمخرجة لمى الشهابي من فلسطين
وفي فئة الأفلام الروائية القصيرة ذهبت الجائزة الأولى لفيلم (Half a Film ) للمخرج سيف حسناوي من تونس، والجائزة الثانية لفيلم (SEROTONIN ) للمخرج شهاب ساطي من السودان، فيما قسمت جائزة
التنويه الخاص مناصفة بين فيلمي ( Letters ) للمخرج غطفان غنوم من سوريا وفيلم (Playhouse ) للمخرج ميّار حمدان من قطر.
وفي فئة الأفلام الوثائقية الطويلة التي كانت جائزتها الاولى عراقية
حُجبت الجائزة الثانية وذهبت جائزة التنويه الخاص لفيلم( State of Siege) للمخرج وسيم الصفدي من سوريا.
المخرج المبدع قتيبة الجنابي تحدث عن فيلمه: “قصص للعابرين فيلم روائي بإسلوب خاص تم تصويره على مراحل استمرت ثلاثين عاما. رحلة شخصية تعكس حالة الاغتراب، تعكس الخوف والهرب والشوق، بإسلوب سردي وتجريبي وقصصي، انها رحلة شخصية بصرية مع الكاميرا من يوم مغادرتي بغداد، الصورة الفوتوغرافية والافلام السينمائية تحولت الى مذكراتي البصرية اسجل واصور كوابيسي واحاسيسي وحنيني لوطني المحاصر بالخوف والقمع والحروب المستمرة، كان علي ان ألاحق عزلتي الداخلية من خلال عدسة كاميرتي ان كانت فوتوغرافياً آو سينمائياً”.
ويتابع: ” اراقب وأشاهد العالم من خلال الصدوق الاسود الصغير، الكاميرا، من وحي إحساس العابر الغريب، عاكساً أحاسيس ٣٠ عاماً، الحركة الثابتة والبحث والاختفاء والهرب، ينعكس بشكل بصري من خلال حركة القطارات المسرعة وارتفاع الطائرات بين الغيوم، سكك الحديد والطرق الفارغة من دون نهايات، تحمل شعور القلق وانعدام الامان الروحي في مخيلتي وأفكاري، اصوات الحروب واخبارها، رنين التلفون وحواراته المتقطعة ممزوجة بضوضاء الطائرات والقطارات، اسلوب وشكل الفيلم يبرهن على التجريبية من خلال عدسة الكاميرا، لحظات الزمن الضائع عبر الايام والسنين، انا الشاهد عن سنين الانتظار التي كانت من دون جدوى عبر سنوات المنافي”.
ويضيف: ” في فيلم قصص العابرين كنت أود ان أجمع هذه الشخصيات بشخصية واحدة وان تتحول الى لا شخصية. حيث يستطيع المشاهدون ان يتقمصوا هذه الشخصيات بسهولة ويدخلون الفيلم، كل الشخصيات انا وانت، كل الشخصيات بالفيلم ليس لها ملامح واضحة، تسهل للمشاهد تقمصه المشهد الممزوج بالخوف والترقب والقلق وتدعوه للتفكير بكل ما كان معه طوال رحلة حياته الخاصة في هذا العالم، حيث يلفهم غموض طريق قصص العابرين”.