مايحدث في الرياضة العراقية من تخبط وتخرصات ماهو الا إفراز لواقع مؤلم فرضته ظروف تحتاج الى اكبر بكثير من مقال رياضي، المستغرب ان مؤسسات الرياضة الثلاث المسؤولة بالمطلق عن تطوير الاندية وبناء شخصية الرياضي العراقي خاصة الناشىء الصغير تقف عاجزة غير مدركة لما يحدث.
المشكلات مسلسل درامي لاينتهي والغيض من الفيض ، إجازات تأسيس الاندية التي تُعطى بدون دراسة منطقية وكأنها محال (للبقالة) ! محافظات عديدة لاتملك القدرة على رعاية (مركز شباب) تضم بين أحيائها ومناطقها خمسة الى سبعة اندية او أكثر وسر تأسيسها في (غَيَابَتِ اٌلْجُبِّ) يتطلب الاستعانة برحّالة من السحرة ليخرجوه بدلو يفك الطلاسم لأننا بالفعل لم نقع على تفسير لوجود كل هذا العدد من الاندية في مدينة واحدة سوى مصالح فئويه وصفقات خاسرة واهداف غير معلنة.
مدينة مثل ليفربول في (بريطانيا العظمى) تضم ناديين فقط (ايفرتون) و(ليفربول)، مانشستر ثلاثة اندية لاغير (اليونايتد)، (السيتي) و(نورثن نومادز) . برشلونة عاصمة اقليم كاتالونيا ثلاثة اندية (اسبانيول)، (برشلونة) ونادي (سان أندرو). ومقارنة القدرات المالية، الإمكانيات الاستثمارية والبنية التحتية الهائلة بين هذه المدن ومحافظاتنا عبث ومضيعة للوقت.
تأسيس نادي في الدول المتقدمة رياضيا ليس أربعة (حيطان) مدهونة وورقة تذيل بجرة قلم وزير الشباب والرياضة انما مشروع (استراتيجي) له رسالة ورؤية واهداف واقعية يتطلب أرضية مناسبة وموارد استثمارية ضخمة، اما أندية تُمْنَح تراخيص (ولادة) يعتاش مؤسِّسِيها على مايرمى لهم من مؤسسات الدولة فهو بمنزلة شهادات وفاة قبل المخاض.
فتح اسرار هذا الملف الشائك مسؤولية وزارة الشباب ولجان اخرى مختصة، كل على قدر تغلغل بصماته وعلاقته به. مراجعة معايير وتقييم انشاء نادي يحتاج الى وقفة تأمل واسعة من قبل وزير الشباب والرياضة والمعنيين بالموضوع
- مدرب محترف وناقد رياضي
- ميثم عادل